الأمنية

بعد تصريحه بعدم وجود “مقاومة” في العراق.. النجباء تهدد وزير الخارجية

ردت حركة النجباء، على تصريحات وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الذي أكد فيها عدم وجود “مقاومة” في البلاد، ووصفه منفذي الهجمات الصاروخية المتكررة بـ”الإرهابيين”، بالقول: “من لم يتعلم أبجديات السياسة.. علمناه وأفهمناه لياقاتها”.

وكان فؤاد حسين قال في مقابلة تلفزيونية مع قناة “السومرية” المحلية إنه “لا يوجد مقاومة في العراق، من يقاوم يقاوم الحكومة العراقية، هم إرهابيون وليسوا مقاومة، مقاومة ضد من؟ من تحارب؟ ومن تقاوم؟ هذه دولة ديمقراطية، ويُمكن الذهاب إلى البرلمان والتحدث هنالك”.

وتعقيباً على تصريحات وزير الخارجية العراقي، قال رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء، علي الأسدي، في تغريدة على تويتر: “نعم أنت لا تفهم ما المقاومة، لأنك نطقتها ذات يوم وقلت نحن لسنا جزءاً من العراق، حتى تشعر بأهمية الدفاع عن كرامته وتقدر الدماء التي سالت من أجله” في إشارة إلى استفتاء استقلال إقليم كوردستان الذي أجري في 25 أيلول 2017.

ومضى بالقول: “من لم يتعلم أبجديات السياسة وسياقاتها وهو على رأس دبلوماسية الدولة علمناه وأفهمناه لياقاتها، حتى يقف إجلالاً ويتأدب حينما يتكلم عن المقاومة” على حد تعبيره.

وهذه ليست المرة الأولى التي تجرؤ فيها حركات تصف نفسها بـ”المقاومة”، على تهديد الدولة وأعلى الرموز والمسؤولين فيها علناً، حيث لم يسلم رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي من وعيد تلك الفصائل، بل حتى أن المتحدث باسم كتائب حزب الله، أبو علي العسكري حذر الكاظمي سابقاً من اختبار “صبر المقاومة”، معتبراً أن “الوقت مناسب جداً لتقطيع أذنه”، إثر اعتقال القوات الأمنية مسؤولين في عصائب أهل الحق متهمين بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية.

ويعد التمرد الأمني وفوضى السلاح المنفلت العائق الأكثر تعقيداً أمام الحكومة مع تكرار الهجمات الصاروخية على المقرات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء وخاصة على السفارة الأميركية إلى جانب انفجار العبوات الناسفة على الأرتال التابعة للتحالف الدولي، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة للتلويح بإغلاق سفارتها في بغداد سابقاً إبان عهد الرئيس السابق، دونالد ترمب، على الرغم من أن رئيس الوزراء العراقي توعد مراراً الجماعات الخارجة عن القانون بـ”تحركات جادة للقضاء عليها” وأكد الاستعداد “للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر”.

وكان فؤاد حسين قد أشار إلى تقلص عدد العناصر العسكرية الأميركية في العراق من 5200 عنصر إلى أقل من 2500 عنصر نتيجة الحوار الستراتيجي بين البلدين والتي أجريت جولتاه في حزيران وآب الماضيين، متسائلاً: “هل خرج هؤلاء نتيجة لهذه الصواريخ؟!”.

وتابع: “من يطلق الصواريخ هم إرهابيون وهم ضد الشعب العراقي وضد الحكومة العراقية هؤلاء ليسوا مقاومة لا يوجد مقاومة في العراق، هناك وسائل وهناك طرق سلمية للمقاومة ولا أحد يمنع الآخر من الكتابة والحديث”.

وحول خطر استمرار الهجمات الصاروخية، على الانتخابات المبكرة المقررة في 10 تشرين الأول المقبل، أشار حسين إلى أن “الحكومة لم تطلب إشرافا أممياً على الانتخابات ولن يكون هناك مراقبون دوليون إذا استمر الاعتداء على البعثات الدبلوماسية بالصواريخ”.

يأتي هذا بعد تصاعد الهجمات المسلحة على المصالح الأميركية ومقترباتها، حيث شهدت الأيام الماضية ثلاثة هجمات من هذا النوع، بداية من الهجوم الصاروخي على مدينة أربيل ومطارها الدولي بشكل خاص الذي أسفر عن مقتل متعاقد أجنبي وإصابة ثمانية آخرين بينهم جندي أميركي إلى جانب مقتل مواطن آخر وإصابة آخرين بالهجوم ذاته، أما الثاني فوقع مساء يوم السبت الماضي حينما أطلقت أربعة صواريخ كاتيوشا على قاعدة بلد الجوية في صلاح الدين والتي تأوي جنوداً أميركيين دون إيقاع إصابات، فيما كان الثالث، مساء الإثنين باستهداف المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم مقرات حكومية عليا وبعثات دبلوماسية أبرزها هي السفارة الأميركية التي كانت في مرمى الصواريخ مؤخراً.

ونفذت الولايات المتحدة الليلة الماضية، غارات جوية على الحدود العراقية – السورية، استهدفت منشآت تابعة لما قال البنتاغون إنها “ميليشيات” مدعومة من إيران، مسؤولة عن الهجمات الأخيرة ضد الأميركيين وحلفائهم في العراق.

وأكد البنتاغون أن “الرئيس بايدن أذن بالضربات رداً على الهجمات الصاروخية في العراق والتهديدات المستمرة لأفراد القوات الأميركية والتحالف هناك”، مبيناً أنه “تم تنفيذ هذا الرد العسكري المتناسب مع الإجراءات الدبلوماسية، بما في ذلك التشاور مع شركاء التحالف وهو يرسل رسالة لا لبس فيها بأن الرئيس بايدن سيعمل على حماية الأفراد الأميركيين والتحالف”.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الغارات أسفرت عن مقتل 22 عنصراً وإصابة آخرين، معظمهم من كتائب حزب الله العراقي والتي كانت تتمركز في المواقع المستهدفة إلى جانب كتائب سيد الشهداء وهي منضوية في هيئة الحشد الشعبي.

رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أعلن مؤخراً أنه بحث مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، عدة مواضيع منها أهمية حماية البعثات الدبلوماسية في العراق ورفض محاولات زعزعة الأمن، حيث كان استهداف البعثات الدبلوماسية أحد محاور المباحثات الهاتفية، وجرى “التأكيد على أهمية حماية البعثات الدبلوماسية في العراق، ورفض محاولات زعرعة الامن والاستقرار في العراق والمنطقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى