مقالات

تداعيات زيارة ماكرون لبغداد

رائد عمر

الجماعة ” الرئاسة والساسة غمرتهم الغبطة والسرور الى حدٍ يدنو من الإنتفاخ , بأن يزورهم رئيس دولة عظمة او كبرى , بينما في ثنايا هذه الزيارة إهانةٌ ما بعدها اهانة .!

لو كانَ للعراقِ سيادة , لما كان من ضرورة ليتحدث الرئيس الفرنسي عن اهمية السيادة لدولة العراق , والأنكى أنّ تركيز حديث رئيس الجمهورية السيد برهم صالح كان يتمحور ايضاً عن السيادة .!

والسيادة العراقية ليست مخترقة من حدود العراق الشمالية ” تركيا ” والشرقية فحسب , ولا علاقة بذلك بحركة وتحرّك الدواعش في حدود العراق الغربية مع سوريا ذهاباً وإيابا , ومكوثاً ومبيتا , فالحدّ الأدنى ” او اقلّ منه ” لهذه السيادة , يتمثّل في عدم قدرة الدولة واجهزتها العسكرية والأمنية في وقف اطلاق صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء – الرئاسية التي يتواجد فيها القصر الجمهوري ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع , بالإضافة الى سفاراتِ دولٍ كبرى , وبجانب وجود مقرّات لأجهزةٍ أمنيّةٍ حسّاسة .!

إحدى العناصر الرئيسية لهذه ” الإهانة – الزيارة ” هي التخصيص والتحديد المسبق لمدتها بأربعِ ساعاتٍ فقط , وغير القابلة للتمديد حتى لساعةٍ اخرى اضافية , واذا حذفنا او طرحنا الوقت الذي استغرقته مراسم استقبال ماكرون في مطار بغداد واستعراضه لحرس الشرف ” والذي كان مظهر ومنظر آمر هذا الحرس مفتقداً للياقة والهندام العسكري ” , ثمّ الوقت لإستعراض حرس الشرف مرةً ثانية في قاعةٍ مغلقة او مسقّفة مع رئيس الوزراء السيد الكاظمي ” وهي حالة نادرة وفريدة في العالم كان قد ابتكرها عادل عبد المهدي وانتقلت حمّى هذه العدوى للكاظمي ” , ثمَّ وبأستقطاعٍ آخرٍ للمدة او الوقت الذي استغرقته مأدبة الغداء التي اُقيمت على شرف الرئيس الفرنسي < ولا ندري ما هي ضرورة أن تكون المأدبة او الوليمة بحضور رئيس المحكمة الأتحادية السيد مدحت المحمود ورئيس مجلس القضاء الأعلى السيد فائق زيدان > .!

فهل هنالك قضية جنائية على المستوى الرئاسي أم للتظاهر بعدالة العدالة في العراق .!

الى ذلك فكانَ واضحاً للعيان عدم نجاح الإعداد التقني والإداري للمؤتمر الصحفي بين الرئيسين العراقي والفرنسي , والفوضى التي كانت بائنة قبل الشروع ببدء المؤتمر والتي رافقها عدم تهيئة اجهزة الترجمة إلاّ بعد حضور السادة برهم وايمانويل وفق ما عرضته التلفزة , وبدا أنّ عراق ما بعد الأحتلال يتجاوز حتى ادبيات البروتوكول الرئاسي .!

فمن غير المفهوم إحراج الرئيس الضيف بعقد لقائين او مؤتمرين صحفيين مع رئيس الجمهورية ومع رئيس الوزراء .؟

حيث تقتضي الأعراف أن يغدو مؤتمراً واحداً , وخصوصاً في زيارة الساعات الأربع .!

وعلى ذات الوتر البروتوكولي , فيصعب على ” الإعلام ” إظهار او تنسيق ” الإخراج الصحفي ” كيفَ أنّ رئيس الجمهورية يستقبل الضيف الفرنسي في مطار بغداد , وتعقب ذلك لقطةٌ اخرى يستقبل فيها برهم صالح لماكرون عند البوابة الخارجية للقصر الجمهوري الذي صار يسمى قصر السلام , حيث نزلَ رئيس فرنسا بمفرده من المركبة الرئاسية المصفحة .!

حيث تفرض التقاليد أن يرافق الرئيس العراقي ضيفه في ذات العجلة الرئاسية وصولاً الى المقرّ الرئاسي .

بعدَ لقاءٍ مع الحلبوسي , ولقاءٍ آخرٍ مع السيد نيجيرفان البرزاني , فكم غدت اعداد الدقائق للتباحث ومناقشة القضايا الستراتيجية بين العراق وفرنسا .؟ , مع أخذٍ بنظر الأعتبار والحساب لمراسم توديع الرئيس الضيف , والوقت الذي يستغرقه الأنتقال في الطريق من المنطقة الخضراء الى المطار .!

وبدا ايضا أنّ الزائر الفرنساوي شعرَ وارادَ أن يخفف من هذه الإهانة في هذه الزيارة ” المقلّصة ” , فوعدَ بزيارة العراق مرّة ثانية قبل نهاية هذا العام .

من زاويةٍ تكتيكية , كانت زيارة ماكرون الى السيدة فيروز قد حظيت بأهميّة وبتغطية اعلامية بما يفوق زيارته للقطر .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى