مقالات

تساؤلات نووية.. عن مصالح عراقية!!

مازن صاحب

منذ صدور بيان احد فصائل محور المقاومة الإسلامية بالتوقف عن عملياتها ضد القوات الأمريكية.. يلاحظ سقوط الكثير من المنصات الإخبارية والمغردين من جيوشهم الإلكترونية في مطب الترويج لردود أمريكية.. تتعامل مع تسويق الحرب المقبلة بعنوان عريض يمثل الرد متعدد المراحل.مقارنة ذلك بما ينشر في الإعلام الرسمي الإيراني ان طهران غير مسؤولة عما قامت به هذه الفصائل في العراق ولبنان واليمن.. وان الحرب الأمريكية على الأراضي الإيرانية تتطلب شد الاحزمة لإظهار حجم القوة في تدمير كل المواقع الأمريكية في المنطقة.أيضا مقارنة ذلك بالموقف الاسرائيلي.. يلاحظ ان حكومة العدو الصهيوني تحاول حصر الازمة في حربها على غزة وتترك للقوات الأمريكية ودول الناتو المتحالفة معها حرية التصرف والرد على الفصائل المسلحة.. حتى بات التهكم واضحا في القول ان طهران ستقاتل باخر فصيل مسلح من أذرعها في المنطقة.ما بين هذا وذاك.. بين العراق وايران حدود مشتركة ومصالح اقتصادية كبيرة.. من حق إيران فهم طبيعة علاقاتها الخاصة مع الغرب بشكل عام ومع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.. حتى المطالبة بتفجير قنبلتها النووية وتحمل شعبها تبعات هذه السياسات في هذا الملف محل جميع الخلافات والأزمات.. السؤال عراقيا.. لتحالف إدارة الدولة.. وللفصائل المسلحة العراقية.. ما المصلحة العراقية في القنبلة النووية الإيرانية؟؟هذا السؤال المباشر ربما يعد غير مسبوقا لقيادات الفصائل المسلحة التي لاتفكر وفق الدستور والقانون العراقي بل تقدم الولاء المذهبي على الولاء للدولة العراقية.لذلك تعتبر المصالح الإيرانية أولوية تتقدم على المصالح الوطنية العراقية.. بل هناك الكثير من التصريحات على العم غوغل لشخصيات قربية لهذا المحور تعتبر القتال مع إيران الولي الفقيه أوجب حتى ان كان العراق… وهذا ما فعلته فصائل واحزاب معروفة. وتجديد ذات النموذج في حرب الملف النووي الإيراني مع الولايات المتحدة الأمريكية على الأراضي العراقية.. يعتبر من أبرز نماذج إظهار الولاء لولاية الفقيه مذهبيا..يتكرر السؤال.. هل اعلان الحرب من قبل الفصائل او اعلان وقف إطلاق النار من مسؤولية هذه الفصائل ام مسؤولية البرلمان العراقي؟؟وايضا السؤال.. هل تغييب الدولة وتهميش وجودها بعنوان المقاومة الإسلامية ليس لصالح إخراج هذه القوات فعلا وليس قولا.. انما حسب الطلب الإيراني وفق ميول واتجاهات ملفها النووي هو لصالح الدفاع عن عراق واحد وطن الجميع كما فعل النشامى من العراقيين في الاستجابة لفتوى الجهاد الكفائي ضد عصابات داعش الإرهابية؟؟ وكيف يمكن الفصل بين كلا الحالتين؟؟المعضلة الأكبر في كل هذا الصخب المضلل الذي لا يفصل بين المصلحة الوطنية العراقية لدولة ذات سيادة تحافظ على مستقبل اجيالنا بعد عقود من خوض حروب بلا نتائج الا تلك الدماء الزكية المهدورة.. وأهمية ان تتصدى المرجعيات الدينية والمجتمعية والاقتصادية لتوضيح الواضحات.. التي يعد تشخيصها من أصعب الأمور لاسيما مع عقول تفكر بمنطق الولاء والبراء وليس نفاذ القانون الدستوري لسيادة الدولة العراقية. لذلك لا مناصرة من القول ان لإيران كامل الحقوق في تفجير قنبلتها النووية.. كما هو حق العراق في التمسك بتنوعه في عراق واحد وطن الجميع..هل تخرج كل هذه المرجعيات عن صمتها.. ام ستنضم إلى صخب التنديد بعد العدوان الأمريكي الجديد على عراقيين عنوانهم فصائل المحور الإسلامي فحسب!!لا أعتقد أن اصدار بيانات التنديد والادانة يقابل قطرة دم عراقية واحدة.. حتى وان اختلفت معها في الفكر والعقيدة.. لاني على ثقة ان الطرف الإخر لن ينظر لهذه الدماء بعين الاحترام المصيري بل تسبقها قطرة الدم الإيراني بمسافة واضحة.نعم مطلوب مناقشة مثل هذه التساؤلات حق وان كانت غير مطروقة .. مادام الهدف منها بقاء عراق واحد وطن الجميع.. بلا وصاية دولية او إقليمية.. إيرانية.. أو تركية او خليجية.. مطلوب محاكاة نموذج التفكير الناقد للانتهاء إلى تحديد المصلحة الوطنية العراقية فقط وفقط.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى