مقالات

تصريح التلاعب اللفظي

د. فاتح عبدالسلام

جاء وقت اللعب بالكلمات أو التلاعب بالألفاظ، فيزمن لم يعد هناك فيه مكان للغموض ومطاطيةالمعلومة، إلا في بيانات الخارجية العراقية في التعليق على حدث مركزي مهم وكبير ينتظر العراقيون كيفية تشكيله، ذلك الحدث أكبر من مجرد انتخابات حدّدوا موعدها في تشرين الاول المقبل، إذ انَّ الملايين تعوّل على التغيير برغم من العلامات الاولية التي لا تبشر بخير. تصريح الخارجية يقول انه لا يوجد اشراف دولي على الانتخابات العراقية، لكن توجد فقط رقابة من الامم المتحدة، من دون التكرم بشرح ذلك الفرق بين الحالتين للشعب العراقي الذي لم يعد لديه متسع من الوقت والامل والصبر ليستقصي المعاني الغامضة، أو التي أريدَ لها أن تكون مهلهلة هكذا في ظل اختلال البوصلة واضطراب المشهد السياسي كله. ليس معيباً على البلد، وهو في حال غيبوبة متنوعة الصيغ، أن يكون هناك اشراف دولي على الانتخابات، بل هي خطوة استباقية لضمان النزاهة التي لا ضامن لها، مهما تغيرت هيئات ولجان انتخابية، فقد جرى تغيير الوجوه من قبلُ أكثر من مرة في خلال عقد ونصف العقد، وكنّا نشهد تدهور مؤشر النزاهة على نحو مريع في كل دورة انتخابية. رقابة الامم المتحدة بعدد محدود من موظفيها المحليين في بعثتها ببغداد هو عمل رويتي لا يتناسب مع فداحة الانهيار الحاصل في البلد الذي يحتاج الى عملية انتشال لإعادته الى جادة ثقة المواطن بالدولة. الرقابة ليست تدخلاً، وليست احتلالاً، وليست سطوة الولاءات الخارجية على مقادير الامور، وقد جرب البلد كل المخلات بالسيادة وكانت حكوماته توزع الابتسامات، لكنها حاجة أكيدة من أجل ضمان ايجاد مقتربات بسيطة لخط الشروع الاول لبداية جديدة، بدل التخبط واعادة اجترار أخطاء الماضي القريب جداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى