مقالات

تكنو …..راط أبريل

د. فاتح عبدالسلام

سنأتي الى انتخابات جديدة بعد شهور ويعود الحديث عن تشكيل حكومة تكنوقراط ، اعتقادا من بعضهم انها تحمل اسما لامعا مغريا مخدرا للشارع الذي اختبر كل التكنو….راط في خلال ثماني عشرة سنة، والنتائج متشابهة ومتراجعة الى الوراء. وسبب الاخفاق في اية حكومة تحمل لقب تكنوقراط حقيقة وصدقاً او زوراً وبهتاناً يرجع الى عاملين ، العامل الاول انهم وزراء تكنوقراط الاحزاب، يخضعون لترشيحاتهم ومن ثم لنفوذهم وان الشهادات والعناوين العلمية برغم صحة اغلبيتها العظمى إلا أنّها لذر الرماد في العيون ومن اجل عبور نفس السفينة من نفس المضيق. والعامل الثاني انهم أعضاء حكومة ليس لهم من حقائبهم الوزارية سوى العنوان والاجتماعات الرسمية والامتيازات في حين ان عتاة الاحزاب قد رسخوا وجودهم وجذورهم في الحلقات التي تمسك بمصائر الوزارات وتضع اي وزير من دون أن يشعر في المسار المفروض عليه مع ترك هامش شكلي لقرارات لا تقدم ولا تؤخر شيئا، وهذه الحلقات تبدأ من وكيلي الوزارات المزمنين الى مديرين عامّين لا يمسهم أي تغيير، حتى لو انقلب العراق رأساً على عقب، أكثرَ مما هو الآن مقلوب. نزولاً عند مديري دوائر لهم مفعول سحري مؤثر في قرارات جميع الوزارات، يحتمون بلافتة انهم خبرة الوزارة المتراكمة، وينخدع الوزير الجديد بمقولات متداولة في اروقة وزارته التي غالباً يأتيها خالي الذهن عن شؤونها واختصاصها، ويطوي سنواته كما يفعل غيره، يقضي سنةً من عمره في الحقيبة مزهواً بعنوانه وبريق صوره في الصحف، وسنةً في حساب نقاط الربح والخسارة والتوفيق بين متناقضات ما حوله، وسنةً ثالثة في اعادة النظر في التحالفات التي تمهد لانتخابات جديدة، أمّا السنة الرابعة ،إنْ وجدت، فهي للريح.ليتجاوز البلد لعبة التكنوقراط بحثاً عن المؤهلين لقيادة وزارات من خلال شروط الانتماء الوطني والنزاهة التي لا تخترق والانفتاح على الخبرات من اجل توظيفها لا تصفيتها وقمعها وغلق الابواب في وجهها.لقد لعبوا لعبتهم السياسية الخادعة للشعب تحت مظلة التكنوقراط أكثر من مرة، ولا أظن أنَّ اللعبة ستستمر الى أجل مفتوح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى