مقالات

جامعاتنا والدراسات العليا

حسين رشيد

قبل أيام أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطة قبول 11 الف طالب في الدراسات العليا دبلوم، ماجستير، دكتوراه وفي مختلف الاختصاصات وفق ضوابط وسياقات وزارية، في الوقت الذي لا تزال تظاهرات أصحاب الشهادات العليا قائمة لشمولهم بالتعيين، اسوة بأقرانهم ممن حصلوا على درجة وظيفية،بذات الوقت لم يتحرك العراق لأي مركز في سلم جودة التعليم وتشغل أعرق جامعاته مراكز متأخرة في تسلسل الجامعات العالمية والمؤسف ان جامعات اسست في السنين الاخيرة في دول عدة من العالم تتقدم على جامعاتنا العريقة، ما يثير تساؤل عن اهمية وفائدة الشهادات العليا التي حصل عليها ما بعد 2003 حتى اليوم والتي تصل إلى مئات الآلاف، وهل البلاد بحاجة لهذا الكم من الشهادات والالقاب العلمية؟.

يقع على عاتق وزارة التعليم العالي اتمام بناء العنصر البشري، والذي يُعد الحلقة الأهم في عملية الإنتاج والتقدم صوب ناصية العلم والمعرفة، لكن كيف سيكون هذا البناء في ظل غياب الأسس الحقيقية المستندة الى الجودة والجدوى من التعليم الجامعي، والاعتماد على الكفاءات والاختصاصات العلمية الرصينة وتسلمهم مهام ادارة الجامعات والكليات والمعاهد والاقسام ومراكز البحوث والدراسات، الملحقة بالجامعات معدما لصالح الانتماء الحزبي والمذهبي.

كيف سيكون البناء في ظلّ مكرمات منح الدرجات المجانية، وفتح الدراسات المسائية التي تقبل أيّ معدلات متدنية ومتوسطة في الجامعات والكليات الاهلية التي باتت أغلبها دكاكين اقتصادية للأحزاب والقوى النافذة والمتنفذة في ادارة الدولة العراقية، كيف سيكون البناء وعشوائية الدراسات العليا وفتحها أمام الجميع من دون التزام بالشروط والمعايير المعترف بها دولياً، بل إن نسبة كبيرة من الحاصلين على الشهادات العليا والمتقدمين لها تقف اهتمامهما عند زيادة الراتب واضافة مخصصات الشهادة، كيف يكون ذلك البناء والتطور في ظلّ العزلة التي يعانيها أساتذة الجامعات العراقية عن الجامعات العالمية وعدم اطلاعهم على تطور المناهج العلمية وغياب البعثات الدراسية وفق الأحقية وليس المحاصصة والمحسوبيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى