السياسية

’’حركة جديدة’’ تفتح باب التكهنات.. هل ستشكل الأحزاب حركات وتيارات شبابية بصبغة تشرين؟

بعد تظاهرات 2017 التي شهدها العراق، وموجة (خبز- حرية- دولة مدنية)، ظهرت حركات وأحزاب رفعت شعار المدنية رغم طابعها الإسلامي- السياسي، من أجل إعادة تصدير نفسها كفاعل سياسي مؤثر في انتخابات 2018 بمسميات مشابهة، لكنها سرعات ما ذابت بين التيارات والأحزاب الكبيرة.

عادت هذه المخاوف -مع الدعوة لانتخابات مبكرة- من بروز حركات وتيارات بصبغة ’’تشرينية’’ تنادي بالدفاع عن ’’ثورة تشرين’’ التي انطلقت في تشرين الأول 2019.

طُرحت أسئلة مشابهة طوال الفترة التي أعقبت أحداث تشرين، لكنها باتت أكثر حضوراً، بعد تشكيل حركة ’’وعي’’ التي أُعلن عنها مؤخراً، وتضم أسماء كانت في ’’تيار الحكمة’’ الذي يرأسه عمار الحكيم، خصوصاً أن أمينها العام هو صلاح العرباوي، مدير مكتب الحكيم قبل أشهر من الآن، والذي اعلن استقالته عقب أحداث تشرين.

هل تحاول القوى السياسية الدخول بكيانات جديدة؟

رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، عن نشوء هذه الحركات قائلاً: “منذ اشهر بدأت القوى السياسية التقليدية، العمل على تشكيل كيانات شبابية، وهذا التحرك جاء بعد أن أدركت هذه القوى وجود تغيير في المزاج العام الشعبي الانتخابي”، فيما عدها “جزء من عملية التمسك في المشهد السياسي وبقاء نفوذها”.

ويضيف الشمري، أن “هذه القوى السياسية دفعت باتجاه تسجيل بعض الكيانات بما تسمى كيانات أو أحزاب الظل، واستخدمت عناوين تكاد تكون قريبة جداً من ثورة تشرين وحتى الاستعانة ببعض الشخصيات القريبة من هذه الثورة، لحصد أصوات في الانتخابات المقبلة، مع وجود عزوف شعبي كبير من انتخاب نفس الوجوه القديمة”.

وتابع، أن “هذا الأمر سوف يربك الناخب، خصوصاً أنه سيواجه صعوبة في التمييز بين المرشح الذي يتبع الاحزاب التقليدية وما بين المرشح المستقل، الذي يحاول أن يجد مساحة له على مستوى المشهد السياسي المقبل”.

وأكد رئيس مركز التفكير السياسي، أن “كيانات الظل سوف تلتحم مع القوى السياسية التقليدية بعد الانتخابات، لتشكيل المشهد السياسي المقبل، لكن الكيانات المستقلة لديها القدرة على فرز وكشف تلك الكيانات”.

هل تعبر الكيانات الجديدة عن محاولة للتغيير؟

بدوره قال القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية، أثيل النجيفي، إن نجاح أو فشل القوى السياسية المتنفذة، في تشكيل كتل انتخابية شبابية يعتمد على قدرتها لجذب شخصيات شبابية ناشطة معها”.

وتحدث النجيفي ، قائلاً: “لاشك أن دخول قيادات شبابية إلى تلك الكتل يعني وجود دماء جديدة، ولكن هل تكون هذه الدماء الجديدة نافعة أم ضارة؟ فهذا يعتمد على نشاطها”.

وأضاف النجيفي، أن “هذه التوجهات تعبر عن محاولة للتغيير لايمكن الحكم عليها بمجملها، بل لابد من الدخول في تفاصيل كل منها على انفصال”.

وتشهد الساحة السياسية، استعدادت مكثفة للبدء بانطلاق الحركات والتيارات الناشئة، والتي تحاول منافسة القوى الفاعلة في المشهد العراقي، خلال الانتخابات المقبلة.

رأي من الحركات الجديدة

وبشأن تشكيل حركة “وعي”، قال القيادي في الحركة، حامد السيد، إن “القوى السياسية أصبحت غير قادرة على معالجة الأزمات التي يعاني منها البلاد”، مبيناً أن “ترميم العملية السياسية وتطوير النظام في العراق يحتاج إلى قيادة جديدة تتناغم مع ما يحتاجه واقع البلاد”.

ويشير السيد إلى أن “القوى السياسية أصبحت هرمة ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال إنجاز عملية الإصلاح في العراق”، لافتاً إلى أن “حركة وعي ليست امتداداً لتيار الحكمة، وهي غير مرتبطة بها”.

واتهم القيادي في وعي، أنه “لا يمكن احتكار تشرين لنفسه حتى التشرينيين، الذين تواجدوا في ساحات التظاهر، لان الاحتجاجات شكلت عمقاً عراقياً رافضاً للتجربة السياسية الحالية”.

بدوره، غرّد الأمين العام للحركة، صلاح العرباوي، قائلاً: “سنشرح انا واصدقائي في حركة وعي اهداف الحركة ومبادئها وبرنامجها وسنجيب عن كل الاسئلة التي تم طرحها من الاصدقاء وايضا سنوضح آليات الانضمام، فقد وصلتنا مئات الطلبات ومن مختلف المحافظات”.

وكان رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، خرج الجمعة (31 تموز 2020)، بخطاب متلفز حدد فيه موعد الانتخابات المبكرة القادمة في العراق، مبينا أن  6 حزيران من العام القادم سيكون موعداً لإجرائها.

وذكر الكاظمي في كلمته: “نعد لانتخابات نزيهة وعادلة تنتج مجلس نواب يمثل إرادة الشعب وتطلعاته، ولذا حددنا السادس من حزيران من العام المقبل موعداً لإجراء الانتخابات المبكرة”.

واضاف: “نتعهد بحماية جميع القوى المتنافسة في الانتخابات”، لافتا إلى أن “ارادة الشعب العراقي ستغير وجه العراق وستزيل عنه آثار سنوات الحروب والنزاعات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى