مقالات

حوار سريع مع الوطن : أنزف من كل مساماتي !

بقلم مهدي قاسمــ

مرحبا عزيزي الوطن !

ــ أهلا بأحد أبنائي الغيورين !..

ــ شلونك و كيف أحوالك في هذه الأزمنة الصعبة و العصيبة ؟ ..

ــ هل تريد الصحيح و بلا مجاملة أو تزويق وتجميل ؟ ..

ــ نعم .. بالتأكيد !..

فالحقيقة العارية والمرة أفضل بكثير من كلام معسول و لكنه مغشوش أو مسموم .

.ـــ يعني عموما .. وباختصار و اختزال :

أنا لستُ على ما يُرام قطعا .. فأنا ضعيف وهزيل …مطعونا كل يوم .. أنزف من كل مساماتي ولا أدري متى سأنهار مغشيا عليّ!..ـ

ـ ليكن الله في عونك عزيزي الوطن فما السبب ؟

ــ ما السبب ؟..

كأنما لا تعرف !..

على أية حال فهناك أسباب كثيرة..

ــ على سبيل المثال ؟..ـ

ـ منها ما تصيبني من طعنات غادرة من قبل بعض أبنائي أنفسهم..

بينما بعضهم الآخر قد خذلوني تماما بكثرة أقوالهم و قلة أفعالهم النادرة ..

فقد أصبحتُ متخما بكثرة الكلام الحماسي الجميل لحد التخمة التجشؤ ..

طبعا بدون أي نفع أو جدوى ، فكما تعلم أن الأوطان لا تَشيَّد أو تُقام بكثرةالأقول و إنما بكثرة الأفعال والأعمال النافعة فقط ، فالشعرأو النثر ــ مثلا ــ شيء جميل ولكن بشرط أن يكون إلى جنبه رغيف خبز وشمعة وسقف فوق الرأس وكتاب في اليد !..

ــ آه لو تعلم أيها الوطن كيف يدعي ويزعم البعض من أبنائك أو يقول عنك أنك وطن عاق و قاس مع أبنائك وأن العراق أرض السواد واللعنات و المقابر الكثيرة..ـ

ـ أنا عاق مع أبنائي ؟..

وهل توجد أرض أكثر عطاء وخيرا وبركة مني في العالم أجمع ؟ :

فأنا عبارة عن أرض خصبة للزراعة و نهرين كريمين دائما التدفق و الجريان مع غابات نخيل لا تُعد ولا تُحصى .. كنوز زاخرة و وافرة من ذهب أصفر وأسود ، وكذلك كنوز أثرية عريقة موغلة في تضاريس التاريخ وتلافيف الأزمنة ، وهي تثبت أصالة وجودي على مدى آلاف السنين كأدلة وبراهين كثيرة ..أما هؤلاء الطارئون الوافدون بغفلة من الزمن فليقولوا عني ما يريدون و يشاؤون ..

ــ كل ما تقوله صحيح أيها الوطن !.. فربما بعض من أبنائك الجاحدين و خدم أوطان أخرى هم الذين لا يستحقونك ولا جديرون أن يكونوا أبناء لك !..

ــ نعم ..مع الأسف يوجد كثيرون منهم في هذا الزمن الرديء !..ــ

في أمان الله عزيزى الوطن أمل أن أراك في خير وسلامة ذات يوم جميل ..ــ

ليست الأمنيات هي من تجعلني بخير وسلامة إنما الأفعال والأعمال الخيّرة والنافعة من قبل أبنائي الخيّرين والمضحين من أجلي، ولو على قلتهم .. مع السلامة !..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى