مقالات

خراب ( دول الجوار ) يأتي في مقدمة الدمار بعد ( أمريكا ) في العراق ..؟!

الكاتب : د . خالد القرة غولي

المواطن في العراق الجديد إمام عملية فرز وتصحيح واضح في جميع مناطق العاصمة بغداد وبقية محافظات هذا البلد المسكين , أساسها مدى التبعية للدول الإقليمية المجاورة اقصد هنا دول الجوار , تركيا ورهط تيار الدين السياسي وإيران والمليشيات والعصابات السياسية التابعة لها والسعودية وأخواتها من كافة دول الخليج , والاستعداد للانخراط في الحرب الجديدة القادمة , التي يعد لها العالم المتعالم المتعولم ضد إيران وسورية وحزب الله في لبنان , أو ما يسمي بمحور دول محورالشر الجديد , المنطقة العربية في نظر خبراء الحروب من الدول الكبرى باتت تنقسم إلى ثلاثة معسكرات رئيسية ، الأول هو معسكر دول الاعتدال ، وهي دول لا حول ولا قوة مصر والأردن ودول الخليج الست الكويت الإمارات السعودية قطر البحرين عمان ، ومعسكر دول محور الشر وهو سورية وإيران وحزب الله وحماس وتنظيم القاعدة والمقاومة العراقية ، ومعسكر ثالث هو محور المهمشين وهو يضم بقية الدول العربية مثل اليمن والسودان والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس … الخ , مع الأخذ في الاعتبار حقيقة هامة ، وهي إن دول هذا المعسكر الثالث ليست متساوية ، ولا توضع في سلة واحدة ، فهناك دول فيه تعتبر دولا مساندة لمحور المعتدلين الأول مثل المغرب وموريتانيا ( تقيمان علاقات مع إسرائيل ) وبدرجة اقل من الجزائر , وزير الحرب الأمريكي في صحبة قادة كبار من وزارة الحرب والخارجية الأمريكية , يؤكدان إن العد التنازلي للمواجهة مع إيران قد بدأ ، وان عملية التهيئة للحرب ، وتوزيع الأدوار فيها قد بدأت بشكل سريع ومتسارع ، الأمر الذي يذكرنا بجولات ديك تشيني عندما كان وزير للدفاع في إدارة بوش الأب للمنطقة قبل الحرب الأولى على العراق , وعلى نفس الخطى عام 1991 علينا إن نتوقع عملية شيطنة لإيران بالطريقة نفسها التي تمت فيها عملية شيطنة النظام العراقي السابق , تعتمد على الأسس والأساليب والمصطلحات نفسها , فالتركيز يتم حاليا على خطر إيران على جيرانها في منطقة الخليج العربي ، ودعمها للإرهاب ، وهي التهم نفسها التي جرى توجيهها لنظام الرئيس صدام حسين لتعبئة المنطقة العربية ضده ، وتسهيل عزله تمهيدا للإطاحة به عام 2003 إيران اليوم تحاول تطوير قدرات نووية للاستخدام السلمي أو العسكري وهذا من حقها ، وهذه القدرات تهدد الهيمنة الأمريكية على المنطقة ، وتحول دون تفردها بالتحكم بالنفط وإمداداته , فإذا كانت الولايات المتحدة قلقة فعلا من هذا البرنامج النووي الإيراني على دول المنطقة فقد كان عليها إن تعمل علي تحقيق التوازن معه ، تماما مثلما فعلت علي تشجيع باكستان لامتلاك قدرات نووية لتحقيق التوازن مع نظيرتها الهندية المدعومة سوفييتيا إثناء الحرب الباردة , بمعني آخر ،لماذا لا تساعد الولايات المتحدة الدول العربية الحليفة لها ، مثل مصر والمملكة العربية السعودية لتطوير قدرات نووية تحقق توازنا إقليميا وتشكل قوة ردع في مواجهة إي إطماع إيرانية في المستقبل , الإدارة الأمريكية لن تساعد حلفاءها العرب لامتلاك قدرات نووية لأنها تريد إن تظل إسرائيل متفوقة في هذا الخصوص ، ولهذا تريدهم وقودا للحرب الإيرانية . وهذا ما يفسر احتواء مساعداتها العسكرية الجديدة والموعودة للمملكة العربية السعودية ومصر صواريخ حديثة لقصف الأهداف الإيرانية , دول محور الاعتدال العربي ارتكبت خطأ استراتيجيا قاتلا عندما سايرت الولايات المتحدة في مخططاتها لغزو العراق وتدميره منذ عام 1991 لغاية عام 2003 ، منهية بذلك توازنا طبيعيا مع إيران ، واليوم توشك على ارتكاب خطأ آخر أكثر فداحة بالانجرار إلى مواجهة أكثر خطورة مع إيران لخدمة أهداف أمريكية محضة من خلال تضخيم الخطر الإيراني ، وتأليب أهل السنة ضد إتباع المذهب الشيعي مثلما يحدث الآن في العراق الجديد ، إي توسيع نطاق الحرب المذهبية والطائفية في العراق بحيث تشمل العالم الإسلامي بأسره , الإدارة الأمريكية لم تسلح العرب مطلقا ، تنظيمات أو دولا ، من اجل مواجهة إسرائيل ، وإنما لمواجهة أشقاء عرب ومسلمين ، أو أعداء أمريكا الذين يجب إن يتحولوا إلى أعداء العرب بطريقة أو بأخرى . مثلما حدث في أفغانستان أيام وجود القوات السوفييتية على أراضيها لمساعدة حكم نجيب الله الشيوعي , الأسلحة الأمريكية الجديدة التي ستتدفق إلى دول الاعتدال العربي لن تستخدم ضد إسرائيل وإنما ضد إيران وسورية و حزب الله و حماس ، وما هو الثمن الذي سيقبضه قادة دول محور الاعتدال مقابل خوض هذه المواجهات والحروب القذرة والخطيرة , العرب خاضوا حروب أمريكا في العراق ( مرتين ) وفي أفغانستان ( الحرب على الإرهاب ) فماذا كانت مكافأتهم غير تمزيق هذين البلدين وتحويلهما إلى دولتين فاشلتين ، ومرتع للتطرف ومنظماته ،دول محور الاعتدال التي تستعد لخوض حرب مع أمريكا ضد إيران وسورية ومنظمات المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان , لم تستطع فتح معبر رفح ، أو تحويل بضعة ملايين من الدولارات لحكومة وحدة وطنية منتخبة في فلسطين ، أو حماية العرب في العراق من بطش حلفاء واشنطن وفرق موتهم , صواريخ أمريكا إلى دول الخليج لن تحمي هذه الدول من نظيراتها الإيرانية ، لأن إي انتقام إيراني لن يصل إلى الأراضي الأمريكية ، وإنما إلى القواعد الأمريكية في البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، لان الصواريخ والطائرات القاذفة الأمريكية التي ستلقي حممها فوق المدن الإيرانية ، وربما السورية ستنطلق من هذه القواعد ، ففي مياه الخليج ثلاث حاملات طائرات ، وأكثر من مائتي سفينة حربية أمريكية ولا نعتقد إن هذه السفن وبحارتها ، تتواجد في هذه المنطقة التي تبلغ درجة الحرارة فيها خمسين درجة مئوية حاليا من اجل السياحة واكتساب اللون البرونزي , تجاهل الخطر الإسرائيلي الحقيقي ، وافتعال خطر إيراني وهمي أو غير ملح هما اكبر عملية تضليل أمريكية جديدة للنظام الرسمي العربي , ولله .. الآمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى