مقالات

رئيس وزراء يعجز عن توفير محولة كهرباء كيف يقود دولة

هادي جلو مرعي

ينقسم صحفيو العراق المعروفون ومثقفوه، وخاصة من طائفة بعينها، وعلى مستوى الأسرة الواحدة في بعض الأوقات بين معسكري إيران وأمريكا، ومايتصل بالمعسكرين من دول ومجموعات سياسية وعسكرية وطائفية، ومانزال منشغلين منذ سبعة عشر بالتنظير لهذا المعسكر وذاك. وبعضنا ينظر على وقع اللطميات وتلاوة القرآن، والآخر ينظر على (ميز العرك والمزة) (مهروش وطاح بكروش) فالجوع التاريخي حول البعض الى مرضى نفسيين، أو مولعين بشعور الدونية التاريخية، والمهم عنده كيف ينزع جلده، ويتخلص من إنتماءاته العشائرية والمناطقية بسبب عقدة النقص التي جعلت هولاء المثقفين يتخبطون بين وازع الضمير، وبين الرغبة في التخلص من عبء الجغرافيا والتاريخ واللهجة والعشيرة.واحد من هولاء يبكي دما على محور العداء لأمريكا، ويقبض منه راتبه الشهري، وكلما كتبت مقالا ورآه حتى يعمد الى مهاجمتي وتحذيري وتهديدي بأنه سيرد وبقسوة، بل ويتوعدني إذا لم أغير كلمة لم تعجبه، ويراها تجرح مشاعر محور العداء الذي أنا لست ضده، وبذات الوقت فإن ولده يعمل ضمن محور مضاد ومعاد، ومهمته إقتلاع هذا المحور من الجذور، بينما بعض المثقفين والصحفيين لايجدون مايسد حاجة أسرهم الى الطعام والدواء، وهولاء يقبضون آلاف الدولارات شهريا. حتى إن مثقفا وصحفيا وكاتبا يحصل شهريا على مايقرب من عشرين مليون دينار كراتب شهري، وكل مايقوم به هو إثارة الفتن؟يتم مكافأة الزاحفين نحو معسكر أمريكا بالمناصب والمنافع، بينما يرقد مئات الشبان الذين لم يكونوا ضمن معسكر تحت ثرى الأرض التي أنبتتهم، ثم قتلتهم، وأغلب ثوار تشرين أبرياء بسطاء من أبناء المناطق الفقيرة لايفهمون لعبة الكراسي، ولايعتنون بجلسات السمر التي يعقدها قادة الجيوش الألكترونية، ولا الذين يسهرون حتى الفجر يشربون الخمر، وينظرون لمستقبل الدولة الأسود والمجهول.أحد المواطنين في جانب الكرخ بعث لي وأنا أكتب هذا المقال يسألني عن إمكانية الحصول على محولة كهربائية سعة 400 لمنطقته بعد أن أعياه الطلب الى وزارة الكهرباء التي يقول موظفون فيها: إن عدد المحولات في مخازنها صفر، بينما يستنجد البعض بمحافظ بغداد للمساعدة في ذلك، ويقول المواطن: رئيس وزراء يعجز عن توفير (محولة كهرباء) كيف يقود دولة؟ لكن هذا من واجب وزير الكهرباء!! والأصح أن نقول: وزير الكهرباء الذي لايستطيع توفير (محولة) لحي سكني في بغداد كيف يمكن أن يكون وزيرا ناجحا؟ هذا الحي بجانب الكرخ مضى عليه شهر بلاكهرباء، ويعتمد الناس على المولدات الأهلية التي تستنزف قدراتهم المالية، ثم تنقطع فيستخدم البعض مولدات صغيرة، بينما الأطفال والنساء والمرضى يعانون الحر و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى