مقالات

سلال الفقراء.. معونات المتعففين.. مطابخ الخير للغير بعصر كورونا !

احمد الحاج

يقول الفيلسوف الدنماركي ،كيركجارد ،”إذا بدأ أي شعب بإنتاج وصناعة النكتة فأعلم أنه بدأ يشعر بالجوع والفقر”، هكذا أطلقها مدوية في يوم ما،وحتى لا يجوع الفقراء مع هبوط أسعار النفط الى أقل من 20 دولارا للبرميل بعد حسم مستحقات الشركات الاحتكارية ضمن ما يعرف بجولة التراخيص المجحفة ولكي لا يسخر الجياع من كل شيء بما في ذلك أنفسهم، مبادئهم ،مثلهم ،قيمهم ،قادتهم، عمائمهم ،عشائرهم ،أوطانهم ،مقدساتهم ،مصداقا لقول رسول الله ﷺالذي كان يكثر من دعاء “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ” حين قرن النبي الاكرم ﷺ بين الجوع والخيانة ،خيانة العبد للعبد ، وخيانة العبد للعهد بينه وبين خالقه ، بدءا بخيانة الأمانة ونبذ المعتقدات والديانة،وصولا الى كل خيانة يمكن أن يتصورها العقل البشري ولا يتصورها من رشوة،اختلاس ،سرقة ،قطع طريق ،نشل ،إنتحار،عمالة للاجنبي الصائل، بما يبطنه ويسره ولا يظهره لعظيم خزيه وكبير جرمه ،ولابد من تدخل فوري من قبل الحكومات المركزية علاوة على الحكومات المحلية ولزاما عليهم مساعدة الفقراء والمحتاجين ماديا ومعنويا في عموم الوطن العربي والعالم الاسلامي !
ولاشك أن جنون النكتة والسخرية في العراق تحديدا والوطن العربي عموما قد وصل ذروته وبلغ مبلغه وتجاوز كل الخطوط الحمر من سب وشتم وقذف وطعن في الاعراض وكفر بواح بما يؤشر الى أنه وباء ثان بات ينتشر أسرع من وباء كورونا المستجد (كوفيد – 19) ، ولاريب أن الأخير ومع إرتفاع وتيرة الوفيات والإصابات به ومن جراء حظر التجوال الشامل بسببه،وفرض الحجر الصحي الإجباري على المحافظات والمدن وقطع التواصل بينها من جرائه ،قد فقد ملايين العرب والمسلمين مصادر رزقهم وخسروا أعمالهم وبالأخص أولئك الذين يعيشون يومهم ممن يُعرفون بالأجراء اليوميين ،زد عليهم العمال والكسبة والكادحين ما ينذر بعواقب وخيمة في دول العالم الثالث بخلاف دول العالم الصناعي -اللاهث – الذي سارعت حكوماته الى إصدار حزمة من محفزات الاقتصاد وجملة من القرارات المهمة التي تتضمن دفع رواتب شهرية الى العوائل المتضررة وصلت في بعض الدول الى 3 الاف دولار ،الامر الذي دفع بمجمله الناشطين العراقيين والعرب الى المطالبة إما بتقنين الحظر وحصره بشرائح معينة من كبار السن والمرضى المزمنين وأمثالهم ممن يشكل الوباء خطرا كبيرا على صحتهم لنقص المناعة عندهم ، وإما بدعم الطبقات الفقيرة والمتضررة ماديا ،وإما بالتدخل الفوري وإصدار حزمة قرارات حاسمة تصب في صالح الكادحين والكسبة وذوي الدخل المحدود كإلغاء الفوائد على القروض،ايقاف الضرائب،التوجيه بتخفيض ايجارات المنازل والمحال التجارية، أو بإلزام أصحاب العقارات بالتوقف عن تقاضيها لشهر أو شهرين ، تجهيز الكهرباء عبر المولدات الأهلية مجانا لشهر أو شهرين ، توزيع الإعانات الغذائية الجافة وزيادة مفردات الحصة التموينية ، توزيع رواتب شهرية طارئة وماشابه بما يؤمن لهم حاجاتهم الضرورية لحين جلاء الكارثة .
رئاسة لجنة حقوق الانسان النيابية حذرت بدورها من حصول “مجاعة” بسبب حظر التجوال المفروض للحد من انتشار فيروس كورونا،مطالبة بتأمين مبالغ من منحة طوارئ للعاطلين والمعاقين ومن لا يمتلكون رواتب واطلاق جملة من المشاريع المهمة لتأمين القوت اليومي للعوائل الذين هم دون مستوى خط الفقر والعوائل التي لا تتمكن من الخروج لكسب قوتها اليومي”.
وعلى صعيد متصل شرع الناشطون والخيرون بإطلاق ما يعرف بسلال التعيين للفقراء والمتعففين ، وسلة التموين للارامل والمساكين ، وسلة الحجر الصحي ،وسلة الكرام للفقراء والايتام ، ونحوها امتثالا لقول النبي ﷺ : أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلام” .
ونوهوا الى ان السلة الغذائية تتضمن (زيت طعام + سكر + عدس + شاي + معجون طماطة + حليب مجفف+ معكرونة + شعرية + اندومي + معلبات مختلفة +فاصوليا جافة + خبز ..وماشاكل ).
كما أطلق ناشطون مشروعا خيريا آخر إمتثالا لقول النبي ﷺ :” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، الا وهو مشروع “مطابخ الخير للغير” مقتبسين التجربة الواعدة من مشاريع مماثلة إنطلقت في مصر وعدد من الدول العربية وأثبتت نجاحها بجدارة ويتضمن المشروع إعداد وتوزيع وجبات طعام ساخنة بين أسر الفقراء والنازحين والمشردين والمتعففين + فاكهة + خبز لسد رمقهم وتغطية جانب من إحتياجاتهم وبغية إحياء روح التكافل بين أبناء المجتمع الواحد انطلاقا من قوله ﷺ:” الرَّاحمون يرحمهمُ الرَّحمنُ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السَّماء، الرَّحمُ شجْنةٌ من الرَّحمن فمن وصلها وصلهُ اللَّهُ ومن قطعها قطعه اللَّهُ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى