السياسية

صحيفة:إجهاض التصويت لحكومة علاوي يفقد الأحزاب الشيعية امتياز الكتلة الأكبر

ترى صحيفة “العرب” القطرية، ان إجهاض التصويت لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، سيفقد الأحزاب الشيعية امتياز الكتلة الأكبر، مبينة أن رئيس الجمهورية برهم صالح يقترب من احتكار رئاستي الجمهورية والوزراء.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن “الأحزاب الشيعية العراقية الموالية لإيران، تخشى أن تجد نفسها خلال 48 ساعة تحت رحمة رئيس الجمهورية الكردي برهم صالح، المتهم بقربه من الولايات المتحدة، والذي يعارض علنا رحيل القوات الأميركية عن البلاد في هذا التوقيت”.

وأضافت “لاعتبارات دستورية صرفة، لا يمكن القفز عليها، سيحتكر رئيس الجمهورية، يوم الأحد، الورقتين الوحيدتين الخاصتين بتشكيل الحكومة الجديدة، إذا ما فشل رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي في نيل ثقة البرلمان العراقي خلال جلسة مقررة السبت، لكنّ انعقادها غير مؤكد”.

وبينت أنه “بحلول الأحد، ستكون المهلة الممنوحة للمكلف، وهي ثلاثون يوما، قد انقضت من دون حصول كابينته وبرنامجه الوزاري على ثقة البرلمان، ما يستلزم العودة إلى رئيس الجمهورية من بابين، الأول لأنه صاحب الحق الحصري دستوريا في تكليف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة، والثاني لأن سلطات رئيس الحكومة ستؤول إليه دستوريا في حال حدوث فراغ في منصب رئيس الوزراء”.

واكملت “نظرا لتعهد رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي بأنه سيتخلى عن السلطة فور انتهاء الثلاثين يوما الخاصة بعلاوي، فإن رئيس الجمهورية قد يتحوّل إلى قائم بأعمال رئيس الوزراء، في حال لم تمرّ حكومة علاوي، حتى يكلّف مرشحا آخر بتشكيل الحكومة، خلال مدة 15 يوما”.

وتابعت “طبقا للدستور العراقي سيتولى رئيس الجمهورية تكليف مرشح آخر بتشكيل الوزارة في حالة عدم نيل وزارة علاوي الثقة في جلسة السبت، وهذا الاحتمال قائم بعد أن اتفقت أغلب الكتل الشيعية والسنية والكردية على عدم منح حكومة علاوي الثقة”.

وزادت “يخفي التكليف الجديد معضلة لأحزاب السلطة الشيعية الموالية لإيران منها على وجه الخصوص، على اعتبار أن منصب رئيس الوزراء هو من حصّتها وفقا لنهج المحاصصة الطائفية السائد في العملية السياسية العراقية وسيحصل برهم صالح على سلطة مطلقة في ترشيح رئيس حكومة جديد ووفقا لتقديره، بعد أن تنتفي حالة الكتلة النيابية الأكثر عددا”.

وأشارت الى انه “ستجد الأحزاب الشيعية نفسها ما بين كمّاشتين يمسك بهما معا برهم صالح، الأولى تتمثل في حقه الدستوري بتكليف مرشح يختاره هو ولا يملى عليه بتشكيل الحكومة الجديدة، والثانية حقه الدستوري في القيام بمهام رئيس الوزراء لحين تشكيل حكومة جديدة”.ولفتت الى انه “تخشى هذه الأحزاب أن يستخدم برهم صالح هذه الحزمة الواسعة من السلطات، وإن كانت مؤقتة، في إرساء أركان مشروع يضر بالمصالح الإيرانية، أو يعزّز النفوذ الأميركي من خلال تكليف مرشح بعيد عن طهران قريب من واشنطن للحد من الأضرار، توازن الأحزاب الموالية لإيران بين خيارين في المرحلة القادمة، الأول هو النظر في إمكانية تمرير علاوي وجزء من حكومته المقترحة خلال جلسة السبت، على أن تبدأ معه مرحلة جديدة من المفاوضات بعد تولّيه مهامه رسميا للتفاهم على المصالح”.وأوضحت الصحيفة “أما الخيار الثاني فهو إقناع رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي بالبقاء على رأس حكومة تصريف الأعمال مدة 45 يوما إضافية، بدءا من الأحد، على أمل أن تتشكل حكومة جديدة خلالها”.وذكرت مصادر مطلعة على كواليس العملية السياسية أن “مداولات الأحزاب الشيعية في هذا الشأن تسير بالتوازي مع مفاوضات بدأت يوم الخميس للنظر في إمكانية تكليف مرشح جديد بتشكيل الحكومة، بدلا من علاوي، الذي تلاشت حظوظه كثيرا”.وتوقع مراقب سياسي عراقي أن “يكون خيار الأحزاب الشيعية التمديد لحكومة عادل عبدالمهدي. غير أن ذلك الحل لا بد أن يصطدم برفض شعبي عارم سيكون مناسبة لتوسع دائرة الاحتجاجات واحتدام الصدامات التي ستقع على رجل الدين مقتدى الصدر مسؤولية إدارتها”.وقال المراقب في تصريح لـ”العرب” إن “ذلك السيناريو سيتردد عدد من قادة الكتل السياسية في الخوض فيه بسبب ما قد ينطوي عليه من نتائج سلبية ستعود بالضرر على النظام السياسي القائم. ويتوقع المراقب الوصول إلى حل هو عبارة عن تسويات، ينتج عنها قيام حكومة شكلية ناقصة يترأسها علاوي بعد أن يتم استبدال عدد من الأسماء المقترحة بأسماء أخرى، تزج بها الأحزاب مستغلة نفاد الوقت. وذلك إجراء لن يمانع علاوي القيام به من أجل تمرير حكومته فالرجل كما يبدو متهالك على السلطة بعد أن حُرم منها لسنوات”.وأضاف أن “ما يهم الأحزاب أن تكون الحكومة المقبلة تحت سيطرتها وهو ما سيتحقق في كل الأحوال. سواء مرر علاوي حكومته بالصيغة التي اقترحها أو فُرض عليه أن يقبل بصيغة معدلة”، لافتا إلى أن “الفرق يكمن في ما يمكن أن يُسمى بالمزاج الحزبي الضيق إذ ترغب الأحزاب في أن يكون لها تمثيل مباشر بينما لجأ علاوي إلى حيلة تمثيل المكونات وهما في الحقيقة الشيء نفسه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى