العربية والدولية

صراع مخابرات إيران بين المرشد والرئيس.. الكلمة العليا لـ”الحرس الثوري

سلط تقرير إسرائيلي الضوء على صراع الاستخبارات داخل إيران ما بين جهاز يتبع “الحرس الثوري” ووزارة المخابرات، معتبرا أن هذا ليس الصراع الوحيد وإنما الأكثر بروزا في طهران حيث نظام حكم يملك هيئات ذات المسؤوليات المتداخلة.

وكشف مركز المعلومات الإسرائيلي حول الاستخبارات والإرهاب “مئير عميت” أن جهاز استخبارات الحرس الثوري أصبح في العقد الماضي وكالة المخابرات المركزية في إيران حيث يتمتع بسلطات واسعة ومؤثرة.

وأشار التقرير الاستخباري إلى أن “هذه الازدواجية المؤسسية هي سمة بارزة للنظام الإيراني تمكّن المرشد الأعلى، الذي يمركز في يديه الجزء الأكبر من سلطات الدولة الحاكمة، من تشجيع المنافسة بين مراكز السلطة ذات السلطات الموازية وبالتالي منع التركيز المفرط للسلطة في أيديهم”.

وقال المركز في تقرير مترجم اطلعت عليه (الاولى نيوز) “أصبح جهاز استخبارات الحرس الثوري في العقد الماضي جهاز المخابرات المركزي في إيران ، حيث تتمتع بسلطات واسعة ونفوذ متزايد”.

وأضاف أن “نظام المخابرات الإيراني مثله مثل الأنظمة الحكومية الأخرى في إيران، يتسم بصراعات على السلطة والتنافس والازدواجية، ويتضح هذا بشكل رئيسي بين جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري التابع للمرشد الأعلى ووزارة المخابرات التي تأسست عام 1984 وتخضع لرئيس الجمهورية”.

وتابع: “خلقت الازدواجية في مجالات المسؤولية بين وزارة المخابرات وجهاز استخبارات الحرس الثوري خلافات في الرأي وصراعات بين الهيئتين ، على الرغم من أن كبار أعضاء النظام والتنظيمين حاولوا في السنوات الأخيرة التقليل من أهمية الخلافات بينهما”.

ولفت إلى أن جهاز استخبارات الحرس الثوري بشكله الحالي تأسس في عام 2009 بعد أن خضع لتغييرات تنظيمية وهيكلية منذ إنشاء وحدة استخبارات الحرس الثوري بعد فترة وجيزة من الثورة الإيرانية (1979).

وأوضح أنه “منذ أواخر الثمانينيات، وحتى أكثر من ذلك في أواخر التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، تعززت مكانة الحرس الثوري الاستخباري على حساب وزارة المخابرات”.

وفي خلفية تعزيز مكانته، يشير التقرير إلى الضربة التي تلقتها وزارة المخابرات بعد انكشاف تورطه في قضية “القتل المتسلسل” للمثقفين الإيرانيين في التسعينيات ؛ والصراع على السلطة بين المرشد والرئيسين محمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد “مما زاد من رغبة القائد في تقوية استخبارات الحرس الثوري غير الخاضعة لإشراف الحكومة والمجلس التشريعي”.

التقرير أشار أيضا إلى “احتجاجات عام 2009 ، والتي أوضحت الحاجة إلى تحسين السيطرة على رأس النظام بقيادة الزعيم في وسائل القمع؛ موجات الاحتجاجات التي اندلعت في إيران في السنوات الأخيرة على خلفية الأزمة الاقتصادية المتفاقمة؛ والمواجهة المتزايدة بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها منذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي”.

واعتبر التقرير أن “تحديث مكانة جهاز المخابرات وتوسيع مهامه يعد جزءًا من اتجاه عام لتعزيز مكانة الحرس الثوري، الذي يلعب حاليًا دورًا مهمًا في النظام السياسي والاقتصاد الإيراني”.

وفي عام 2009- بحسب التقرير- تم ترقية جناح استخبارات الحرس الثوري رجل الدين حسين طائب الذي يُعتبر أحد مساعدي خامنئي.

وأشار في هذا الصدد إلى أنه “انضم طائب إلى الحرس الثوري في أوائل الثمانينيات، وخدم لنحو عقد في وزارة المخابرات، وفي أواخر التسعينيات عاد إلى الحرس الثوري”.

وعين عام 2008 قائدا لقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري ولعب دورا رئيسيا في قمع احتجاجات عام 2009، وبعد فترة وجيزة تم تعيينه رئيسا لجهاز المخابرات، “وهو يتخذ مواقف محافظة ومتشددة تعكس الخط الرسمي الذي حدده الزعيم الإيراني”.

ونوه التقرير إلى أنه “على غرار خصائص الأنشطة الموزعة للحرس الثوري على مدى العقد الماضي، تعمل المخابرات التابعة للحرس الثوري أيضًا من خلال مراكز المخابرات العاملة في 31 منطقة في جميع أنحاء البلاد”.

وتشمل المهام الرئيسية لجهاز استخبارات الحرس الثوري- بحسب التقرير الإسرائيلي- مكافحة الإرهاب والتخريب السياسي والمشاركة النشطة في قمع الاحتجاجات وأعمال الشغب ومكافحة “التطفل الثقافي الغربي” والجرائم الأخلاقية والإشراف والتنفيذ في الفضاء الإلكتروني و “الانحراف الديني” ، والجرائم الخطيرة والتهريب ومحاربة الفساد الاقتصادي.

التقرير أشار إلى أن “تعزيز مكانة استخبارات الحرس وتوسيع أنشطته إلى مجالات أخرى أدى إلى تزايد الانتقادات العامة والسياسية والتي تضمنت مزاعم إساءة استخدام السلطة وحتى التورط في الفساد والفوضى.

وعلى الرغم من هذا النقد لم يتضرر مكانته فحسب،  بل يبدو أن النظام مصمم على تقويته بشكل أكبر ، مع تزايد التحديات التي تواجه إيران في الداخل والخارج، بحسب التقرير.

وخلص التقرير إلى أنه “يمكن رؤية ترقية مكانة منظمة استخبارات الحرس الثوري وتوسيع مهامها على خلفية الاتجاه العام لتعزيز مكانة الحرس الثوري ، الذي يلعب حاليًا دورًا مهمًا في النظام السياسي الإيراني وكذلك الاقتصاد”.

الاولى نيوز- متابعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى