مقالات

صك‭ ‬على‭ ‬بياض‭ ‬متسخ

صك‭ ‬على‭ ‬بياض‭ ‬متسخ فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يحظى‭ ‬بإجماع‭ ‬دولي‭ ‬من‭ ‬التأييد‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الدهشة،‭ ‬يدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬ترسيخه‭ ‬واستمراريته،‭ ‬مثل‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بلمح‭ ‬البصر‭ ‬منذ‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬2003‭ ‬انواعاً‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬العلني‭ ‬وغير‭ ‬العلني‭ ‬من‭ ‬الحلفاء‭ ‬والاضداد‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬الامن‭ ‬الدولي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬ايران‭ ‬واسرائيل‭ .‬وشهدنا‭ ‬كيف‭ ‬انّ‭ ‬العواصم‭ ‬الكبرى‭ ‬هرعت‭ ‬لإعلان‭ ‬تأييدها‭ ‬واستعدادها‭ ‬للعمل‭ ‬والشراكة‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬المكلف‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬جلسة‭ ‬تكليفه‭ ‬وقبل‭ ‬ان‭ ‬تسمع‭ ‬تلك‭ ‬العواصم‭ ‬شيئاً‭ ‬عن‭ ‬برنامجه‭ ‬وتوجهاته‭ ‬السياسية‭ ‬الخارجية‭ ‬او‭ ‬الداخلية‭ ‬العامة،‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬انّ‭ ‬الدعم‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬مسبق،‭ ‬وصك‭ ‬على‭ ‬بياض‭ ‬لاستمرارية‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬بكل‭ ‬حيثياته،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬درجة‭ ‬عدم‭ ‬الرضا‭ ‬‮«‬نادراً‭ ‬طبعاً‮»‬‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬مجريات‭ ‬الامور،‭ ‬وليس‭ ‬المقصود‭ ‬بالتأييد‭ ‬الدولي‭ ‬السريع‭ ‬الحلقة‭ ‬الجديدة‭ ‬المضافة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التشكيلات‭ ‬الرسمية‭

.‬العالم‭ ‬مغمض‭ ‬العيون‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تجاوز‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وليس‭ ‬معنياً‭ ‬بها‭ ‬أصلاً،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬العالم‭ ‬غير‭ ‬معني‭ ‬بملفات‭ ‬كثيرة،‭ ‬يشكل‭ ‬تدهورها‭ ‬مع‭ ‬الأيام‭ ‬تهديدا‭ ‬لمصالح‭ ‬اقليمية‭ ‬ودولية،‭ ‬لاسيما‭ ‬عندما‭ ‬اقترب‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬أمتار‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬الوقوع‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬الدول‭ ‬الفاشلة‭ ‬منذ‭ ‬سيطرة‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬ثلث‭ ‬العراق،‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬انكشاف‭ ‬ملفات‭ ‬مرعبة‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬تتخلله‭ ‬الولاءات‭ ‬الخارجية‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬بانحراف‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬باتجاه‭ ‬تلبية‭ ‬مصالح‭ ‬الاخرين‭ ‬اولاً‭.‬المفترض،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬موحدة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬اظهار‭ ‬وحدة‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬عروضها‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬أمريكية‭ ‬وأوربية‭ ‬كثيرة‭ ‬بعد‭ ‬اعلان‭ ‬التكليف‭ ‬الحكومي‭. ‬نريد‭ ‬للبلاد‭ ‬تجسيد‭ ‬معنى‭ ‬الشراكة‭ ‬الدولية‭ ‬المؤثرة‭ ‬بما‭ ‬يفرض‭ ‬عملية‭ ‬النهوض‭ ‬بتنمية‭ ‬العراق‭ ‬بقرارات‭ ‬دولية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تولد‭ ‬إرادة‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬داخلية،‭ ‬لاسيما‭ ‬انّ‭ ‬مراقبة‭ ‬أموال‭ ‬العراق‭ ‬النفطية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحت‭ ‬انظار‭ ‬وصرف‭ ‬البنك‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي‭.‬‭ ‬انّ‭ ‬الامر‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة،‭ ‬هو‭ ‬انّ‭ ‬تفسخ‭ ‬الوضع‭ ‬العراقي‭ ‬وهزال‭ ‬اقتصاده‭ ‬وتفشي‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬فيه‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نغمات‭ ‬النشاز‭ ‬في‭ ‬وضعه‭ ‬السياسي‭ ‬انما‭ ‬هي‭ ‬بنود‭ ‬أساسية‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬الوضع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬قابل‭ ‬السنوات،‭ ‬وقد‭ ‬يتحول‭ ‬العراق‭ ‬الى‭ ‬مشكلة‭ ‬دولية‭ ‬ذات‭ ‬وجوه‭ ‬جديدة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬أوقات‭ ‬محرجة‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬دائما‭ ‬توحيدها‭ ‬تحت‭ ‬الرؤية‭ ‬الامريكية‭ ‬او‭ ‬الإيرانية‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى