مقالات

طرق مبتكرة لجني المال

آية حسين

يفترشون الأرصفة صباح كل يوم، غير مبالين بتقلبات الطقس وينتظرون فرصتهم الذهبية، عندما تتوقف إشارة المرور الحمراء والازدحامات فيقومون بالتجوال بين السيارات لممارسة أساليبهم في التسول، فحين يقوم البعض الاخر منهم بالكذب وخداع الناس عن طريق التصنع بالعاهات والأمراض غير الحقيقية، فيعملون على تكرار المشهد التمثيلي يومياً لجذب تعاطف الناس وغيرها من الطرق التي يتابعونها لكسب المال.لم يقتصر التسول على الكبار فقط، بل شمل الاطفال ايضاً الذين يتبعون مختلف الأساليب والطرق المؤلمة والقاسية لجني المال، فأصبحت ظاهرة التسول مهنة رائجة للكثيرين في العراق، فيكاد لا يخلو أي تقاطع في العاصمة بغداد منهم ولم يقتصروا على المناطق المزدحمة فقط، فهم موجودون في كلّ مكان تقريباً، حيث نجدهم في الاسواق والمستشفيات وقرب دور العبادة وأماكن أخرى، حتى اصبحنا نحاط بالمتسولين من كل جانب، بل وفي اوقات راحتنا يطرقون أبواب بيوتنا، من دون كلل او ملل، وعندما لا يتجاوب الفرد معهم يقومون بالسب والشتم على صاحب المنزل امام الملأ.تعد ظاهرة التسول إحدى الظواهر الخطيرة التي تترتب عليها الكثير من الاثار السلبية، ومنها البطالة والكسل بسبب قيام بعض الاشخاص الذين يفضلون الراحة في العمل، فيتجهون الى التسول لانهم يعدونه تجارة مربحة، فضلاً عن ضياع مستقبل الاطفال المتسولين وحرمانهم من الاستمتاع بطفولتهم، اضافة الى تسربهم من المدراس إلى جانب ما يخلفه ذلك من تفشي الجريمة، بسبب قيام المافيات باستخدام المتسولين لتنفيذ السرقة والتجارة بالاعضاء البشرية وترويج المخدرات، فهنا من واجب الحكومة أن تمنع انتشار هذه الظاهرة وذلك عن طريق قيامها بمجموعة من الاجراءات للحد من ظاهرة التسوّل، كالحبس لكل من يتسول في الأماكن العامّة أو يقود قاصراً للتسوّل أو يُشجّع عليه، وايضاً يجب تقديم الدعم اللازم للمتسوّلين والتدريب المهني المناسب لهم، ليتمكّنوا من إعالة أنفسهم ومن خلال دعم المشاريع الصغيرة، وكذلك يقع على عاتق وسائل الاعلام والمؤسسات الاجتماعية اقامة حملات توعوية لتقديم حلول ومقترحات لعلاج ظاهرة التسوّل والوقاية منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى