مقالات

ظريف ينتقد نفوذ قاسم سليماني، لماذا الآن؟

ظريف ينتقد نفوذ قاسم سليماني، لماذا الآن؟ – منقذ داغر في تسريب نشرته صحيفة الغارديان اليومhttps://www.theguardian.com/world/2021/apr/25/iran-foreign-minister-criticises-power-of-qassem-suleimani-in-leaked-interviewنقلا عن احدى الاذاعات الناطقة بالفارسية،انتقد جواد ظريف بشدة التأثير السلبي الذي مارسه سليماني على القرار الخارجي لايران. ووصف ظريف ما كان يحصل بانه اشبه بالحرب الباردة بين الخارجية الايرانية والحرس الثوري! وقال ظريف في سلسلة من اللقاءات امتدت لسبع ساعات، مع الصحفي والاقتصادي الاصلاحي سعيد ليلز،بأنه أمضى وقتاً في ادارة علاقته مع الحرس الثوري اطول مما امضاه في اي شأن آخر،وان الشأن الامني كانت له اسبقية على الدبلوماسية. واعترف ظريف ان تأثيره على الخارجية في بعض الاحيان كان صفر!انتقاد حرسوهذه من المرات النادرة (كما تنقل الغارديان )التي يتم فيها انتقاد الحرس الثوري وسليماني بهذه الطريقة! واعترفت الخارجية الايرانية بالتسريب لكنها قالت انه تم اقتطاعه من سياقه وتشويهه. وتعزو الصحيفة سبب نشر هذا التسريب الان بانه اما لمحاولة احراج ظريف داخلياً،او انه تم عمداً من قبل ظريف للنأي بنفسه عن فشل السياسة الخارجية الايرانية،بخاصة وان ظريف ذكر في المقابلة ان البعض كانت لهم مصلحة في رؤية كل شيء في ايران من خلال عدسات امنية!وقد ذكر ظريف -تعزيزاً لهذا الرأي- المحاولات الكثيرة التي قام بها ذلك البعض (ومن ضمنها الهجوم على السفارة السعودية)لعدم ابرام اتفاق 2015 النووي. وذكر في هذا الشأن ان سليماني طار مباشرة بعد توقيع الاتفاق الى موسكو في مسعى منه لاقناع روسيا بالانسحاب من الاتفاق! كما ورد في التسريبات المنشورة ان سليماني رفض طلبات وزارة الخارجية الايرانية لعدم اظهار دعم علني ومباشر من ايران الى بشار الاسد، بما في ذلك استخدام الخطوط الجوية الايرانية في نقل بضائع الى سوريا.والذي يهم هنا من هذه التسريبات التي تجسد مرة اخرى عمق الصراع الداخلي الايراني -والذي كتبت عنه مرات كثيرة ويرفض الكثيرون تصديقه- انه جاء على لسان ظريف. وهو يذكرنا بحادثة استقالة ظريف من الخارجية احتجاجا على اصطحاب سليماني للرئيس الاسد في زيارة لطهران دون علم الخارجية الايرانية. واعتقد ان هذا التسريب كان متعمداً من قبل ايران الدولة ويدخل ضمن محاولة التأثير في الانتخابات القادمة لصالح تيار الدولة،بخاصة وان الانباء من ايران تشير بوضوح الى تصاعد الخلاف نتيجة التقدم الذي تحرزه الخارجية الايرانية في اتفاقها مع ادارة بايدن والدول الاوربية للعودة للاتفاق النووي. فالحرس الثوري الايراني ليس له اي مصلحة في عودة ايران للاتفاق لان ذلك سيحد كثيرا من انشطته ويجرده من جزء مهم من شرعية استخدام السلاح لمقاومة (الاستكبار العالمي)، وبالتالي التقليل من اهمية محور المقاومة الذي منح للحرس سلطات ونفوذ واسعين داخل وخارج ايران.صراع داخليان مظاهر هذا الصراع الداخلي الايراني الذي يطفو للسطح مرة اخرى في ظل افتقاد القيادة الكارزمية المؤثرة التي امتلكها سليماني،والتي كانت تستطيع كتم تذمر ايران الدولة،بخاصة وان سليماني كان يتمتع بعلاقات مميزة مع المرشد الاعلى،لا يتمتع بها سلفه، اقول انها ظهرت بشكل جلي في التصعيد الاخير لانشطة اذرع الحرس الثوري في اليمن والعراق. ان القوة التي راكمها الحرس الثوري عبر عقود سيصعب دحرها او الحد منها من قبل قوى الدولة الايرانية والتي باتت تستخدم تكتيكات جديدة للحد من نفوذ الحرس الثوري.في هذا السياق نفهم المحاولات التي احتضنها العراق للتقريب بين ايران والسعودية.وفي هذا السياق نفهم محاولات قطر للتوسط بين دول الخليج وايران.كما نفهم في هذا الاطار محاولات اوربا وامريكا لاظهار بعض المرونة في المحادثات مع ايران لتعزيز حظوظ ايران الدولة.وعلى الجانب الآخر ،نفهم رسائل الكاتيوشا التي لم تنقطع وكذلك دبلوماسية الدرون التي يستخدمها الحوثيون ضد السعودية.وليس عندي شك في ان إسرائيل قد دخلت على الخط لصالح عدم التهدئة،التي ترى فيها تهديداً للمكتسبات الاقليمية التي احرزتها مؤخرا في علاقتها مع بعض دول الخليج من جانب،وتهديداً للامن الاسرائيلي الذي يرغب في رؤية ايران مدمرة مثل العراق من جانب آخر. من هنا يبدو ان معركة ايران الداخلية سيصعب حسمها لاحد الطرفين قريبا،وان مظاهرها ستعم المنطقة،الا اذا حدث اختراق غير اعتيادي نتيجة ظرف طارىء في احدى الجبهتين.بقي سؤال أخير اود توجيهه،لو ان اي مسؤول او حتى غير مسؤول صرح بما صرح به ظريف فماذا سيكون مصيره؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى