مقالات

على هامش تخويل بيع عقارات الدولة : حتى أنتِ يا حكومة الكاظمي ! ..

بقلم مهدي قاسم

ليس من عادتي أن أخذ كل ما يُنشر على صفحات المواقع و التواصل الاجتماعي بجدية كاملة ، كحقيقة مُسلم بها و لا يطالها الشك ، بل بالعكس فإن أكثر ما ينشر في هذه المواقع أتعامل معها بشك وريبة بخصوص مدى نسبة مصداقيتها إذا لم تكن مدعومة بمصادر رسمية موثوقة..و هذا بعينه ما فعلته مع وثيقة سرية مسربة غزت صفحات التواصل الاجتماعي تحمل توكيلا لمدير عقارات الدولة من قبل وزير المالية يمنحه صلاحية كاملة بتصرف البيع لعقارات الدولة .. انتظرت لأكثر من ثلاثة أيام أن يقوم وزير المالية بنفي الخبر أو يعتبر الوثيقة مفلقة وزائفة ، حيث اعتاد أعضاء حكومة مصطفى الكاظمي أن يقوموا بمثل هذا الرد أوالنفي ، لكون الكاظمي يهتم بالإعلام اهتماما كبيرا جدا ، بغية تسويق حكومته عبر أغلفة براقة و صور جميلة وخلابة على نحو عندما تكون الجعجعة أكثر من الطحين ..و هذا يعني أن عدم ورود نفي رسمي من قبل وزير المالية لهذا الخبر الخطير ومن الوزن الثقيل ، القيام بجولة فرهدة جديدة ، ولكن في هذه المرة بحق ما تبقى من عقارات وممتلكات الدولة ، بعد نفاد السيولة النقدية من خزينة الدولة التي كانت هي الأخرى هدفا أوليا ومباشرا لصوص المنطقة الخضراء حيث قاموا بعملية نهب منظم للمال العام و تفريغها لحد إفلاس كامل ، وأن ما يثير أو يرمي ظلالا كثيفة من الشك ، أكثر فأكثر على هذه المسألة ، هو أن الوثيقة ـــ الآنفة الذكر ـــ في حالة صحتها ــ تُعتبر وثيقة سرية أصلا ، أي غير قابلة للنشر أو التعميم حتى داخل وزارة المالية ذاتها ناهيك عن عدم معرفة مجلس النواب بذلك ، بينما أن صلاحية مهمة من هذا القبيل تتعلق ببيع كل عقارات وممتلكات الدولة يجب أن تكون علنية و تحت المتابعة أو المراقبة الشعبية والإعلامية و ذلك درء لمحاولات السرقة والمضاربات أو البيع الشكلي بين أصحاب الأمر والحل والخلان وحبايب السلطة والحكومة ..بطبيعة الحال سوف نسمع تبريرا أو ذريعة للأمر كله على نحو أن خزينة الدولة فارغة ومفلسة ولابد من إيجاد سيولة مالية لتمشية شؤون الحكومة و الدولية التشغيلية والإدارية والخدمية..لهذا فيجب التركيز على هذه المسألة لأجل منع حدوثها على شكل فرهدة و سلب ، حتى لو كان الخبر غير صحيح ، فأن مجرد تسريب خبر زائف من هذا القبيل يعني إن النية موجودة عند هؤلاء اللصوص المحترفين ، وأنهم يريدون جس نبض الشارع العراقي لمعرفة مدى رد فعله على ذلك ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى