العربية والدولية

فورين بوليسي: لا تدعوا أردوغان يدمر الإرث المسيحي بتركيا

اتهمت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحاولة ضرب التسامح الديني الذي تشتهر به تركيا، بتدميره تراث تركيا الأرثوذكسي الإسلامي المزدوج، وتحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

وقالت المجلة إن آيا صوفيا في إسطنبول التي بنيت قبل ما يقرب من 1000 عام، كانت أكبر وأهم بيت للعبادة المسيحية في العالم حتى تم تحويله إلى مسجد في القرن الخامس عشر. ولا يزال المبنى، الذي تم تحويله الآن إلى متحف، مليئا بالفسيفساء المسيحية واللوحات الجدارية التي لا تقدر بثمن.

حاول أردوغان إعادة آيا صوفيا إلى وضعها السابق كمسجد في محاولة لتعزيز شعبيته أمام قاعدته الانتخابية. وكان يأمل أن تلغي المحكمة القانون الذي يعود إلى 86 عاما، بتحويل أيا صوفيا إلى متحف حيث راوده الأمل هو وبعض مستشاريه في أن يقيموا الصلاة في المسجد في 15 يوليو/ تموز، في ذكرى الانقلاب المزعوم ضد إردوغان في عام 2016.

79 002917 hagia sophia erdogan erase turkeys 2

ويشير التقرير إلى أنه بالنسبة لإردوغان، فالربح السياسي لا يمكن مقاومته، وستكون خطوة رمزية ضخمة نحو تعزيز قوميته الدينية.

ورفضت المحكمة الدستورية في 2018 طلب جمعية تركية إعادة فتح آيا صوفيا للمسلمين.

وقد أعرب إردوغان باستمرار عن رغبته في إعادة آيا صوفيا إلى وضعها السابق كمسجد وهو ما يخدمه أمام قاعدته الانتخابية.

وإذا قررت المحكمة إلغاء القانون الذي يعود إلى 86 عاما، يأمل بعض المستشارين في أن تقام الصلاة في المسجد في 15 يوليو، في ذكرى الانقلاب الفاشل ضد إردوغان في عام 2016.

ويشير التقرير إلى أن صدور قرار لصالحة يعني مكسبا سياسيا لا يمكن مقاومته، وستكون خطوة رمزية ضخمة نحو تعزيز قوميته الدينية وهو يؤم الصلاة من كنيسة تم تحويلها إلى مسجد.

لكنه بالنسبة للكثيرين، بما في ذلك الأقلية المسيحية الصغيرة في تركيا والملايين من المسيحيين الآخرين في جميع أنحاء العالم، سيكون تذكيرا بالماضي الاستعماري الدموي للعصور الوسطى، لا التعايش السلمي الذي يطمح إليه غالبية الأفراد في العصر الحديث.

آيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها. وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول.

وقام كمال أتاتور، أول رئيس لتركيا، بعلمنة المبنى وأعاد افتتاحه كمتحف عام 1935 للمساهمة في إنشاء تركيا الحديثة – وتحسين صورة تركيا في العالم، بما في ذلك علاقات أفضل مع اليونان.

كان أتاتورك يعلم مدى أهمية آيا صوفيا للمسيحيين الأرثوذكس. ويقول المؤرخ ديارميد ماك كولوش “لقد تمحورت الأرثوذكسية حول مبنى كنيسة واحدة …. كاتدرائية الحكمة المقدسة (آيا صوفيا).”

وأشار التقرير إلى أن توقيت تحويل أيا صوفيا إلى مسجد ليس عرضيا. إذ أن شعبية حزب إردوغان الحاكم في أدنى مستوياتها منذ عامين، بسبب تراجع الاقتصاد، فضلاً عن مستويات مروعة من الاستبداد والفساد.

كما يواجه أردوغان تحديات جديدة من قبل حزبين جديدين يجدان شعبية بين قاعدته المحافظة: حزب المستقبل، بقيادة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بقيادة وزير الاقتصاد السابق علي باباجان. ومع اجتذاب هذين الحزبين شريحة كبيرة من ناخبيه المتدينين، يأمل أردوغان في ارتداء ثوب المنقذ الحقيقي للمسلمين – في تركيا وحتى خارجها.

وخلصت المجلة في تقريرها إلى أن هناك طريقة أفضل لحل قضية آية صوفيا. إذ بدلا من هذه القومية الدينية المُنَهِكة حسب تعبيرها، هناك فرصة لحل قائم على التعددية، ويمكن فتح آيا صوفيا للعبادة الإسلامية والمسيحية على حد سواء.

الأولى نيوز – متابعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى