العربية والدولية

لم أعد قادرا على التنفس.. العالم يقاوم فيروس العنصرية

مظاهرات هنا واحتجاجات هناك بعدد من دول العالم، بدا المشاركون فيها وكأنهم أمصال تقاوم كل فيروسات العنصرية على كوكب الأرض.

احتجاجات لم تخل من أعمال العنف وتدخل سريع من قوات الأمن في الولايات المتحدة وفرنسا وكندا بينما حاولت بوليفيا الإطاحة بأحد وزرائها على خلفية تصريح عنصري لاستباق أي محاولة للتظاهر.

وكجسد واحد ضد العنصرية، وجدت الاحتجاجات في الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد، وهو رجل أمريكى من أصول أفريقية على يد شرطي، صدى لها في كندا وفرنسا اللتان شهدتها كذلك مظاهرات مماثلة دعما لحقوق المهاجرين.

وأضحت عبارة (لم أعد قادرا على التنفس) التي لفظها فلويد عندما كان شرطي يثبته على الأرض قبل وفاته كوقود يزيد نيران المظاهرات في المدن.

انتفاضة “فلويد”

بعد أيام من مظاهرات عنيفة، بدأت شرارتها الأربعاء الماضي، أعلنت السلطات الأمريكية، الأحد، فرض حظر تجول في عدة مدن لاحتواء أعمال شغب شهدتها بعد مقتل “فلويد”.

وشملت قرارات حظر التجول الأمريكية كلا من أتلانتا ولوس أنجلوس وفيلادلفيا وناشفيل، بعد الانتقال من مرحلة الاحتجاج إلى الفوضى، حسب ما وصفه مسؤولون في بعض الولايات.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فلم تبتعد “المؤامرة” عن دائرة تفكيره عند التعقيب على الأحداث الأخيرة؛ حيث تعهد بإيقاف الاضطرابات العنيفة متهما الأمريكيين المنتمين لليسار الراديكالي بالوقوف خلفها.

8BD1E9F4 D087 4148 81D4 F90BE0A0033F

وتعرضت سيّارات ومراكز تابعة للشرطة في نيويورك ودالاس وأتلانتا وغيرها للحرق، كما نُظّمت تظاهرة لساعات أمام البيت الأبيض.

وفجر الأحد، دفع الحرس الوطني الأمريكي بقوات إلى محيط البيت الأبيض، لدعم الشرطة في السيطرة على احتجاجات مقتل فلويد.

وفي وقت سابق، وجه الإدعاء الأمريكي إلى الشرطي الذي ركع على رقبة الرجل الأسود جورج فلويد الذي توفي لاحقا، أثناء توقيفه في مينيابوليس في ولاية مينيسوتا تهمة القتل غير المتعمد.

وكانت معظم المظاهرات سلمية في البداية، وأقامت قوات الشرطة سلاسل لاحتواء الحشود، واستخدمت الغاز المسيل للدموع أمام المركز الذي كان يعمل فيه العناصر المتهمون بالتسبب بموت الرجل الأمريكي من أصول أفريقيه.

الزحف الكندي

وإلى مدينة تورونتو الكندية؛ حيث تظاهر آلاف الأشخاص لإدانة أعمال العنف التي تقوم بها الشرطة و”العنصرية” في الولايات المتحدة وبلادهم.

واندلعت شرارة جديدة للاحتجاجات ضد العنصرية في كندا بعد وفاة امرأة سوداء الأربعاء في توروتنو بعدما سقطت من شرفة تقع في الطابق الـ24، خلال عملية للشرطة في ظروف ما زالت غامضة.

وخلال المظاهرات، رفع المتظاهرون الكنديون الذين وضع معظمهم كمامات بسبب فيروس كورونا المستجد، لافتات كتب عليها “حياة السود تهم” و”لم أعد قادرا على التنفس

6E06DE6F 78F2 4183 AFDC 8B97706B59E5

وضم الحشد أشخاصا من كل الأعراق وعكس تنوع تورونتو أكبر مدينة كندية يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة.

وسقطت ريجيس كورشينسكي-باكيه (29 عاما) من شرفة منزلها في الطابق الرابع والعشرين خلال تدخل للشرطة التي استدعتها والدتها على إثر خلاف عائلي.

لكن وسائل إعلام كندية قالت إن الشابة كانت تعاني من مشاكل نفسية وأصيبت بنوبة صرع، بينما فتحت وحدة التحقيقات الخاصة في مقاطعة أونتاريو تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث.

اعتقالات باريس

وأمام مظاهرة في باريس للمطالبة بحقوق الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، السبت، اعتقلت الشرطة الفرنسية 92 مشاركاً فيها.

وبحسب السلطات الفرنسية فإن آلاف الأشخاص خرجوا في مظاهرة باريس، لكنها لم تحصل على تصريح رسمي بسبب جهود مكافحة فيروس كورونا.

7B292D83 2F9B 47D7 BB50 3342B10F0F69

واستخدمت السلطات الفرنسية الغاز المسيل للدموع في مسعى لفض الاحتجاج، وفقا لما ذكرته إذاعة “فرانس إنفو”.

إقالة في بوليفيا

وعلى خلفية تصريحات وصفت بالعنصرية ضد حزب رئيس بوليفيا السابق إيفو موراليس المنتمي للسكان الأصليين ، أقيل وزير استغلال المناجم فرناندو فاسكيز من منصبه.

وأصدرت رئيسة بوليفيا بالوكالة جانين أنييز، السبت، قرار إقالة وزير استغلال المناجم بعد ساعات من تصريحاته العنصرية.

وفي تغريدة على تويتر، كتبت أنييز :”بصفتي رئيسة قررت إقالة الوزير فاسكيز بسبب تصريحاته العنصرية”.

وأضافت: “في هذه الحكومة لا أقبل فسادا ولا تمييزا بأي شكل من الأشكال”، مؤكدة أن “بوليفيا عائلة كلنا متساوون في داخلها

4C773C2A FF06 40EB BD81 EFF37BAF863F

وفاسكيز الذي تولى مناصب عديدة في عهد موراليس، نفى من جهته أية علاقة له بحزب الرئيس السابق “الحركة باتجاه الاشتراكية” لأنه “يتسم بصفات خاصة محددة تتعلق بهويته”.

وقال: “عيناي خضراوان وشعري أشعث وأنا أبيض (…) صفاتي هذه تجعلني غير متجانس مع بقية الأشخاص في الحركة باتجاه الاشتراكية”.

تصريحات أثارت استياء ممثلي الحزب في البرلمان حيث يشكلون أغلبية، مطالبين الرئيسة أنييز “بطرده فورا” لأن “مضمون تصريحاته عنصري وتمييزي”.

وحاولت الرئيسة البوليفية استيعاب الأزمة مبكراً خشية مظاهرات مماثلة لتلك التي شهدتها كل من الولايات المتحدة وكندا.

متابعة / الاولى نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى