مقالات

لم ينجو سوى الطبيب..

بقلم /إنعام العطيوي

في قراءة لرواية الطاعون في احدى القرى التي اصيبت بهذا المرض الوبائي الفتاك عام ١٦٦٥ وقضى الطاعون على كل افراد القرية ونجى منها اربعة افراد والذين هم كانوا محور القصة.

كان من بينهم الكاهن الذي اخذ دور الطبيب كان يكفن ويصلي على الاموات ويضمد اورامهم النزفية اثناء المرض وكان يكتب في كل مرة بعد خروجه من احد المصابين انه حتماً سينتقل له المرض يوماً ويلقى حتفه بهذا الوباء اللعين

ولكنه كان في كل مرة يذهب ليرعى المصابين ثم يكتب وصاياهم وبعد موتهم يكفنهم ويدفنهم ثم يحرق ممتلكاتهم حتى انه كان مع كل حرق لممتلكات مصاب كان يحرق ملابسه معهم خشية من انتقال العدوى عبر ملابسه

حتى بات لا يملك ملابس تكفيه وكان بقلق شديد متى ستظهر علية اعراض المروض وفي كل مرة يودع زوجته الوداع الاخير عند ذهابة لرعاية مرضى الطاعون

وفي نهاية المذكرات للطبيب الكاهن وبعد انقضاء نصف افراد القرية فقد زوجته التي ظهرت عليها اعراض المرض وتوفيت باحضانه ومع هذا لم يصبه الوباء حتي انقضى انتشاره عام ١٦٦٦ ولم يبقى في القرية سوى خادمته وارملة جاره ورجل دفان القرية الذي اصيب بالمرض ونجى منه .

فتزوج الطبيب الكاهن من ارملة جاره وانتقل معها الي مدينة اخرى وعاش فيها وتم تكريمه بمرتب كبير حتى مات عن عمر ال٧٥ عام فكانت اخر كتاباته.
كنت اظن اني ساموت بمرض الطاعون لكثرة تعاملي مع المصابين بالوباء ولكني اكتشفت اني نجوت لاني كنت كثير الاستخدام للمعقمات اثناء العمل واحراقي للملابس التي ارتديتها اثناء مراجعة المرضى

وربما اكون انا من تسبب بنقل العدوى لعائلتي باحدى ادواتي او ملابسي التي تنازلت عن احراقها بسبب عدم امتلاكي ملابس غيرها حين ذاك اما الان فاني امتلك ثمن شراء ملابس كثيرة ولكني لا امتلك عائلة فقد فقدت حبيبتي واطفالي وتزوجت من ارملة جاري التي لم تنجب لي اطفال.
كانت هذه تجربتي مع رحلة القراءة انقلها لكم وملخصها
ان الخوف من الوباء هو عيش في قلق غير مجدي فكل انسان يلقى ما قدر الله له.

عليك فقط بالوقاية واستمتع بوقتك مع عائلتك وحافظ عليهم من انتشار الوباء بالتعقيم.
وفي الختام تحية لابطال الصد الاول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى