مقالات

مات أخذا معه أسرار صفقة أجهزة السونار الفاسدة

بقلم مهدي قاسم

“عن الميت أما كلام طيب أو فلا ” ــ مثل هنغاري….لهذا فنحن سنتحدث هنا عن وقائع ومعطيات بدون شخصنة أو إساءة …على إثر تفاقم أعراض جائحة كورونا توفي يوم أمس وكيل وزارة الداخلية الأقدم والأسبق و النائب عن كتلة حزب الدعوة ــ فرع نوري المالكي ــ نقول توفي عدنان الاسدي ، أخذا معه أسرار صفقة اجهزة السونار الفاسدة التي تسببت في موت آلاف من المواطنين العراقيين الأبرياء ، و ذلك لكون تلك الأجهزة فشلت فشلا ذريعا وخطيرا في كشف السيارات المفخخة التي كان الإرهابيون يعبرون بها من خلال حواجز امنية ــ بالرغم من تفتشيها بتلك الأجهزة الفاسدة ــ كانت تعبر بكل هدوء وتأنِ نحو أهداف مخططة لها ومستهدفة للتفجير مسبقا ، ولكن المثير في الأمر أن صاحب الشركة المصنعة لتلك الأجهزة بريطاني الجنسية قد حكم عليه بعقوبة الحبس لمدة سبع سنوات من قبل القضاء الإنجليزي بسبب تهمة الغش والاحتيال ، بينما وزير الداخلية السابق جواد البولاني و الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي ( اللذين في عهدهما قد جرت عملية عقد صفقة أجهزة السونار الزائفة، لكشف المتفجرات ) لم يخضعا حتى ولا مجرد لتحقيق شكلي لرفع العتب على الأقل وذر الرماد في العيون ، على عادة الساسة المتنفذين والفاسدين ..علما وحسب فقرات و مواد قانون العقوبات الجزائية سارية المفعول و النفاذ في معظم الدول ، توجد هناك أنواع وأصناف من جريمة قتل ، منها عملية قتل مباشرة مع سبق عمد وإصرار ، أو بدافع من نوبة غضب وانفعال شديدة ، وغير مباشرة ، مثل ضلوع أو مشاركة أو تقديم عون ومساعدة على عملية القتل ، وكذلك بسبب إهمال معين أيضا والذي يؤدي الى عملية قتل غير مقصودة وهي الآخرى تترتب عليها عقوبة حبس لمدة معينة يقررها القاضي وفقا للأدلة المتوفرة تحت تصرف المحكمة..والمُلاحظ في حالة المتوفى عدنان الاسدي أنه بعدما نُشرت في عديد من صحف ومواقع وصفحات التواصل الاجتماعي في حينها أخبار ومقالات وتعليقات عن زيف ورداءة أجهزة السونار لكشف المتفجرات، فلم يبادر عدنان الاسدي إلى سحب تلك الأجهزة فورا ، إنما بُقيّ يدافع عن صلاحيتها وفعاليتها لفترة طويلة ، وفي أثناء ذلك كانت عشرات السيارات المفخخة تعبر حواجز أمنية لتنفجر في أهداف محددة لها ، وأحيانا كانت تنفجر أكثر من سيارة مفخخة في نفس الموقع السابق للتفجير بعد مرور وقت قصير على ذلك ..وسواء في كلا الحالتين أو إحداهما ،أي بعد استيراد أجهزة السونار مباشرة أو بعد كشف فشلها وفسادها ، فقد أصبح عدنان الأسدي نذاك على علم بذلك الفساد والرداءة ، ولكنه لم يتخذ أية خطوة أو إجراء سريع وحاسم لإنهاء حالة الخطر ، مثلما ينبغي ويجب في مثل هذه الحالات الخطيرة والكارثية بسبب التفجيرات اليومية.. نعم نقول الكارثية ..لأنه في كل يوم كانت تعبر عدة سيارات مفخخة بسبب فشل تلك الأجهزة لكشف المتفجرات لتنفجر في وسط أناس مسالمين في ساحات وأسواق مكتظة بمارة و متبضعين ، مخلّفة من جراء ذلك مئات من قتلى و جرحى ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى