مقالات

ماذا يريد الغرب من المسلمين ؟

كتب رياض الفرطوسي

لم ينتظر الرئيس الفرنسي ماكرون‘التحقيق الرسمي وبادر لأعتبار‘حادث الهجوم على الكنيسة انه عمل‘ارهابي اسلاموي لكن المدعي العام الفرنسي‘( فيليب غيماس )اكد لاحقا ان الرجل‘الذي هاجم الكنيسة وقتل عدد من الاشخاص‘قد القى التحية النازية قبل الهجوم على الاشخاص‘وكان يرتدي سترة مكتوب عليها‘_ الدفاع عن اوربا_ وهي حركة يمينية‘وارهابية متطرفة لها جذور نازية.وينوي في مخططه مهاجمة المسلمين ايضاً.قيل لاحقاً ان الرجل يعاني من خلل‘في سلوكه النفسي والعقلي.وجدوا بسرعة لهذا الارهابي‘مخرجاً مقبولاً للناس وهو المرض النفسي‘في حين يتم وصم اي سلوك لمسلم‘بأنه عمل ارهابي مرتبط بالاسلام‘ويحمل جذور من الكراهية والدم والعنف.

وبغض النظر عن مبدأ الادانة لكل عمل ارهابي سواء صدر من مسلم او غير مسلم‘لكن لماذا يريد الغرب ان ينسى حقب كاملة‘من تاريخه في الذبح والسطو والقتل‘والتفجيرات والنهب والغزو‘وتخريب الدول وتحطيم الشعوب‘وجرائم كثيرة قامت بها منظمات ارهابية غربية‘ذات توجهات دينية وعقائدية وانفصالية‘ولم تنسب هذه الجرائم لدين او لثقافة.واستمرت هذه الاحداث لقرون طويلة في اوربا.

لماذا يصر ماكرون الى اعادة محاكمة‘التاريخ من خلال احداث ومواقف مختزلة‘لعائشة ولعمر ولبعض الصحابة.هل هي حرب جديدة ؟ربما لكنها من نوع اخر.!!لذلك يجب ان تكون هناك قناعات‘واعية لدى النخب المثقفة بأن الفكر يواجه‘بالفكر والمعرفة والحجج وليس بالسيف‘والتعصب والانغلاق والتزمت‘لأن ما يريده الاعداء هو ان نظهر‘على شكل قتلة ومصاصي دماء.

من خلال الاعلام والتكرار يخلقون عنا فكرة ان المسلم مجرم وعدواني ويحب العنف.

افضل رد نحتكم به امام العالم‘هو المراجعة الشاملة لتجاربنا وسلوكياتنا‘في الاختلاف والراي والمعرفة والحوار‘والانفتاح ونبذ السطحية والجهل.لابد ان تكون شاشتنا وواجهاتنا ناصعة البياض‘لكي لا يمكن ترجمة مواقفنا وتراثنا‘بطريقة مغلوطة وسلبية ومنحرفة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى