مشاهير الصدفة وفقاعات الشهرة

الكاتبة : علا الجبوري

ليس كل جديد مفيد فبجانب كل تطور يحدث على اي صعيد من اصعدة الحياة والمجتمعات هناك دائما سلبيات ترافقه ,احيانا تكون هذه السلبيات عابرة وطفيفة بحيث يمكن التغاضي عنها واحيانا  تكون السلبيات كبيرة وكثيرة لدرجة  انها تغطي على الايجابيات حتى تكاد العين لا تراها .هنا يقف الفيصل في الامر هو مدى وعي الجماهير فيما ترى وفيما تشجع وفيما تستخدم وكيف .

منذ ان بدا التدفق الالكتروني ينتشر في العراق وهذا بالتحديد حصل في عام 2003 مع دخول الاحتلال الامريكي للبلد ,اخذت الثقافة المجتمعية منحى اخر ابعد مما يتصوره الفرد حيث ان المظومة المجتمعية بكاملها تغيرت ورصد الخبراء في العلوم الاجتماعية والنفسية عدة تغيرات الف بعضهم فيها مجلدات .لكن اهم ماطرا على الفرد العراقي هو اجباره على التعامل مع الواقع الرقمي وكيفية الاستفادة منه وتقليل مضاره وبالرغم من الدورات التدريبية التي بدات تنتشر لتعليم كيفية التعامل مع الواقع الافتراضي الا اننا مازلنا نتلمس السلبيات الكثيرة التي مازال بعض الافراد يمارسونها وهم جاهلون بمخاطرها .

مما رافق هذا التطور ايضا هو ظهور شخصيات على الواقع الافتراضي تسمي نفسها (مشاهير)وهم ابعد ما يكون عن هذا المعنى ومما ساعد في شهرتهم هو ظهورهم لمتابعي المواقع التواصلية الافتراضية بشكل يخالف المالوف وعلى غير العادة ,حيث بدانا نرى التحرر بمعناه المحرف والحريات الشخصية بمعناها المغلوط هي العادات التي تبنى عليها شخصيات البعض ممن اشتهر ك فاشنيستا او بلوجر او مودل وهذه المصطلحات افرزتها هذه المواقع واصبحت مهن يمارسها البعض للربح من ايرادتها بحسب نسب المتابعين .ليس هناك ما يدعو لمهاجمة بعض المشاهير الذين امتهنوا هذه المهنة كالدعاية والاعلان لشركات السفروالسياحة او لشركات التجميل او لماركات الملابس لكن الخطا الذي يرتكبه اغلب هؤلاء المشاهير هو كيفية تقديم الاعلان عن المنتج .هنا يتحتم على من يتخذ هذا النهج كوسيلة للعيش ان يضع المعايير الاخلاقية نصب اعينه ولا يتجاوز حد التقدير والاحترام لشخصه فيتجاوز هذ القيم والمعايير  ويقدم محتوى اقل ما يقال عنه تافه ولا يرقى للمشاهد .

نرى كثير من المشاهير سطع نجمه وتلون حسب مايقدمه من محتوى مخل ومتجاوز للمعايير المجتمعية وهولاء عنهم الكثير من الامثل فمنصة اليوتيوب قد امتلاءت بمثل هذه النماذج التي اتخذت من التشهير والسب والتعدي على الاديان او العادات العرفية لبعض البلدان او حتى الزي الرسمي لبلد ما اساس تقوم عليه القناة او الصفحة الشخصية  .

المحير في الامر ان نسب مشاهدة مثل هذه المحتويات والمضامين عالية جدا مقارنة مع المحتوى العلمي او التثقيفي اوالديني والاجتماعي وهذا ان دل فانه يدل على تردي الوعي والثقافة وانتشار ثقافة هي خارج الاطر الاخلاقية والاجتماعية الراقية الا وهي ثقافة البحث عن الفضائح .

ما غفل عنه اغلب مشاهير السوشيال ميديا هوان قياس نسبة نجاحهم وشهرتهم يقاس بنسب المشاهدة وهذا فخ وقع فيه جهلاء القوم لان ليس كل متابع هو محب وليس كل من شاهد فهو معجب بما يقدم فاغلب من يتابع المحتويات الفارغة يكون ناقدا لاذعا وليس متابعا شيقا معجب بما يقدم .

ليس كل ما تاتي به التطورات يكون مفيد بنسبة مئة بالمئة فهناك سلبيات مع كل جديد يطرا ,على الانسان ان يحكم عقله وينقح ما يرى وما يسمع لان هذا سيكون مسؤول عن تكوين شخصيته وافكاره واتجاهاته …