تقارير وتحقيقات

مصور الريس

حمزة مصطفى

بنجوين التي ينتمي اليها جمال بنجويني (المصور الخاص لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي) مدينة تغفو عند حضن جبل شرق مدينة السليمانية.طبيعتها الخلابة لاتمنح تميزا لأكثر المصورين براعة في التقاط أية صورة يمكن أن تكون ذات ميزة خاصة خارج منطق الطبيعة.

المناظر الطبيعية في هذا القضاء مثل سواه من الأقضية الجبلية في كردستان كفيلة بأن ترسم لوحات بدلا من الصور التي قد يجهد المصور هاويا كان أم محترفا نفسه في البحث عن أكثر الزوايا التي تبدو ميتة فيبث فيها الحياة.

الميزة ليست في الصورة بحد ذاتها التي تقتصر مهمتها على أرشفة اللحظة التي يكون عليها المنظر, بل في اللقطة التي تتفوق على المنظر أيا كان وتأسره في المكان والزمان معا.جمال بنجويني الذي لا أعرفه ولم أره نجح في تسويق مهاراته في فن التصوير عبر ملاحقة رئيس الوزراء إن كان في زياراته أو لقاءاته الرسمية أو حتى التلفزيونية حيث يختار مايعتقد إنه اللقطات الأكثر تعبيرية التي تظهر رئيس الوزراء في حالات مختلفة يجهد دائما أن تكون غير تقليدية أو غير مطروقة.خلال زيارة الكاظمي الى الولايات المتحدة الأميركية لاحقت وكالات الأنباء والسوشيال ميديا جمال بنجويني وليس العكس.

الجميع كان ينتظر لقطات إستثنائية من مصور تمكن خلال شهور قليلة (قبل وصول الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء لم يكن أحد يعرف بنجويني، كما لم تكن هناك صور كثيرة للكاظمي نفسه) من لفت الأنظار اليه.لكن بالمقارنة مع اللقطات التي تميز بها هذا المصور في إظهار رئيسه من زوايا غير مطروقة لدى مصوري الرؤساء جعلته ملاحقا من الوكالات ومواقع التواصل وهي مهمة بقدر ماتمثل نجاحا بحد ذاتها, فإنها تمثل تحديا بالنسبة له خصوصا إذا ما أقترف خطأ قد يكون غير مقصود بحيث ينعكس سلبا على رئيس الوزراء نفسه.في الولايات المتحدة الأميركية حرص بنجويني على ملاحقة البروتوكول والتفوق عليه الى حد كبير لاسيما عند اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

الكثير من أخطاء أو لنقل حتى هفوات البروتوكول يتحمل مسؤوليتها المصورون بالدرجة الأولى.

وبالقياس الى حساسية اللقاء بين ترمب الباحث عن أية فرصة لإعادة تسويق نفسه إنتخابيا في ظل التراجع الكبير في شعبيته مقابل منافسه بايدن، وبين الكاظمي الذي عليه الموازنة بين الداعمين والرافضين والمتحفظين على زيارته، فإن بنجويني إختار اللقطات الأكثر تعبيرا عن أن تكون معبرة أو في الأقل بلا هفوات قد تشعل مواقع التواصل الإجتماعي المتلفهة أصلا لأي خطأ أو هفوة.الصورة الوحيدة التي جرى تداولها على نطاق واسع والتي بدت نشازا إن كان في مجال البروتوكول أو الذوق الفني هي تلك التي ظهرت فيها سلسلة من أحذية الوفدين بارزة بشكل بدا منفرا، حتى لكادت تظهر نوعيتها وماركاتها ظهر إنها ليست لبنجويني .. بل لمصور رويترز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى