المحلية

مقبرة الأمهات.. شاهد على جسامة الفظائع التي أرتكبها داعش بالعراق

قال كريم خان المستشار الخاص ورئيس يونيتاد، إن “قبر الأمهات” الذي اكتشفه وعاينه فريق الخبراء بمحافظة نينوى في العراق “هو بمثابة تذكير مروع بجسامة الفظائع التي ألحقها داعش بالمجتمعات البريئة في العراق”.
جاء ذلك في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، حيث قدم التقرير الخامس لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المعني بتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة عن جانب داعش (يونيتاد)*، الذي يأتي عملا بقرار مجلس الأمن 2544 (2020).
وبحسب المستشار الخاص ورئيس يونيتاد، “يحتوي “قبر الأمهات” على رفات أطفال ومراهقات -ونساء تم إعدامهن بعد أن حددهن داعش على أنهن قد تجاوزن سن الإنجاب-“، أي أنهن كبيرات في السن ولا يصلحن لأن يتخذن كسجينات.
ويصادف أمس، مرور ثلاث سنوات على إعلان حكومة العراق أن تضحيات وشجاعة الشعب العراقي قد أتت بثمارها وأن جميع أراضي العراق قد تم تحريرها من تنظيم داعش.
وقد نوه المستشار الخاص كريم خان بقوة ومرونة كافة مكونات المجتمع العراقي، والتي كانت محورية للغاية في تحقيق هذا النصر وفي اتخاذ الخطوات اللاحقة، جنبا إلى جنب مع فريق يونيتاد، لتحقيق العدالة لضحايا داعش والناجين من جرائمه.
وقال خان إنه شهد، الشهر الماضي، مرة أخرى على قوة وشجاعة هذه المجتمعات، حيث وقف جنبا إلى جنب مع عائلات الضحايا في موقع “قبر الأمهات” في صولاغ شمال العراق، في سنجار.
وكانت الحكومة العراقية قد استأنفت أنشطة استخراج الجثث من خلال فتح مقبرتين جماعيتين جديدتين من مخلفات جرائم تنظيم داعش الارهابي.
في هذا الصدد بدأ الخبراء العراقيون من مديرية المقابر الجماعية بقيادة ضياء كريم الساعدي، ومديرية الطب العدلي بقيادة زيد علي عباس، بحفر المقابر الجماعية التي خلّفها تنظيم داعش الارهابي في كل من صولاغ وكوجو بمحافظة نينوى.
وعن زيارته ل”قبر الأمهات” قال كريم خان لمجلس الأمن: “أثناء حديثي مع أبناء وبنات وأقارب أولئك الذين رقدت رفاتهم في ذلك القبر، صُدِمت- كما شعرت في أحيان كثيرة خلال تعاطيَّ مع المجتمعات المتضررة في العراق-، بأثر الصدمة الصارخ، هذا الأثر ملموس ولا يزال قائما حتى اليوم”.

الرقمنة، والتعاون مع السلطات العراقية
وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، واصل فريق التحقيق اعتماد نهج مبتكر في تنفيذ ولايته من أجل مواجهة التحديات الكبيرة التي تطرحها جائحة فيروس كورونا.
وقال خان: “استطعنا الحفاظ على التقدم في التحقيقات من خلال الاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا وتعزيز الشراكات مع شركائنا في العراق، مما مكننا معاً من مواجهة التحديات غير المسبوقة لجائحة كوفيد-19”.
وكان تعزيز التعاون مع السلطات القضائية العراقية أمرا أساسيا في التقدم المحرز. وفي تطور هام بدأ الفريق توفير التدريب والدعم لقضاة التحقيق العراقيين في إعداد ملفات القضايا من أجل “مقاضاة أعضاء تنظيم داعش بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية”، بحسب ما جاء في تقرير يونيتاد الخامس.
ويعمل الفريق أيضا بشكل مكثف مع الأجهزة القضائية والتنفيذية على حد سواء لكفالة تحقيق الرقمنة والأرشفة واسعتي النطاق للمواد التي ستكون مهمة جدا لحشد الأدلة دعما للقضايا الجنائية المرفوعة ضد أعضاء التنظيم.
هذا ما أكده المستشار الخاص أمام مجلس الأمن قائلا: “تعزز التعاون مع السلطات العراقية بشكل كبير في الأشهر الستة الماضية، حيث تم الاتفاق على استراتيجية مشتركة لعمليات استخراج الرفات من المقابر الجماعية، وإطلاق مشروع كبير لرقمنة الأدلة مع السلطات المحلية، والمساعدة في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للناجين”.

تجفيف منابع الإرهاب
من جهته، أشاد مندوب العراق الدائم لدى الامم المتحدة السفير محمد حسين بحر العلوم، أمام الهيئة الأممية المؤلفة من خمسة عشر عضوا، باسم حكومته بالقرار (2544) لعام 2020، المتضمن الموافقة على طلب تمديد ولاية فريق التحقيق لتعزيز المسائلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي لمدة عام واحد.
وفي كلمته أكد السفير العراقي على “ضرورة الإسراع في الكشف عن المجرمين لتحقق العدالة لضحايا التنظيم الإرهابي من أبناء الشعب العراقي وضمان عدم عودة هذه التنظيمات الارهابية مرةً اخرى، وإفشال أي مخططات إرهابية ترمي إلى زعزعة السلم والأمن الدوليين”.
هذا وشددت الحكومة العراقية على لسان مندوبها الدائم على أهمية “تفعيل القرارات الأممية المعنية بمكافحة الإهاب وتجفيف المنابع المالية ورصد وتبادل المعلومات عن تحركات الإرهابيين وتحديد جنسياتهم وضبط الحدود لضمان إيقاف تدفق الإرهابيين الأجانب ومراقبة الأساليب والوسائل والشبكات التي يستخدمونها والعمل على تفكيكها”.
وكان مندوب العراق قد أوضح خلال الجلسة أن حكومته “تؤكد التزامها بالتعاون مع فريق التحقيق الدولي وتقديم المساعدة للفريق من خلال اللجنة التنسيقية الوطنية المختصة لدعم وإسناد ولاية عمل فريق التحقيق الدولي، وفقاً للاحترام الكامل للسيادة العراقية وولايته القضائية على الجرائم المرتكبة على إقليمه وبحق أبناء شعبه”.

ملفات جرائم سنجار وتكريت
وفي سياق متصل أوضح المستشار الخاص كريم خان، أن فريقه قد دخل الآن في شراكة مع شركات تقنية رائدة لتقليل الوقت اللازم لمعالجة البيانات على نطاق واسع، وهو أمر مهم بشكل خاص.
وأضاف: “تتيح لنا (هذه) اللحظة الآن تصور وضع اللمسات الأخيرة على ملخصات القضية الأولى في النصف الأول من العام المقبل. وسيتم تناول ذلك في تحقيقاتنا في الجرائم التي ارتكبت ضد المجتمع الإيزيدي في سنجار وأيضا مذبحة طيارين غير مسلحين وغيرهم من الأفراد في أكاديمية تكريت الجوية”.
وقال رئيس يونيتاد إن حملة رقمنة كبيرة للأدلة جارية بمشاركة 18 سلطة حكومية في المشروع. وقال إن هذا العمل أبرز الحجم الكبير لمواد الإثبات، مضيفا أنه من خلال نهج موحد يمكن ضمان الاستخدام الكامل للأدلة في المحاكم المحلية.

مقياس النجاح: قدرة الناجين على رؤية المعتدين عليهم يُحاسبون
وأعرب خان عن تفاؤله بشأن الجهود التي بذلها مجلس النواب العراقي لمحاكمة أعضاء داعش. مشيرا إلى أن التدريب الذي وفره يونيتاد للأجهزة الحكومية العراقية في بناء ملفات القضايا قبل سن قانون يساعد في تجنب حدوث تأخير في المساءلة. ولفت الانتباه إلى أنه قد تم بالفعل تحديد ملفات بعض القضايا.

وصرح المستشار الخاص أمام مجلس الأمن بأنه ولأول مرة، يمكن للمرء أن يلمس الوفاء بالوعود التي قطعها المجلس للضحايا.
قال: “لقد أوضحت سابقا لهذا المجلس أن الالتزام لا يتم فقط من خلال جمع الأدلة والحفاظ عليها، على الرغم من أهمية ذلك. لن يتم الوفاء بالتزامنا ومسؤوليتنا الجماعية إلا عندما يتم تقديم هذه الأدلة في المحكمة، ويكون الناجون من جرائم تنظيم داعش قادرين على رؤية المعتدين يُحاسبون في محاكمات عادلة، وفقا لسيادة القانون”

الاولى_نيوز _متابعه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى