العربية والدولية

من رحم العدالة والتنمية.. “الدواء” حزب باباجان الجديد

في الذكرى 18 لتأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أعلن علي باباجان نائب رئيس الوزراء التركي السابق الأربعاء في كلمة طويلة تحدث فيها بلغة الشعب، تأسيس حزب سياسي جديد باسم حزب “الديمقراطية والتقدم”، واختصاره كلمة “الدواء” باللغة التركية.

ونظم الحزب الجديد في العاصمة أنقرة مؤتمرا تعريفيا به وببرنامجه، قدم فيه باباجان رؤية الحزب في المستقبل، معرِّفا بالأعضاء المؤسسين البالغ عددهم 90 عضوا، بينهم وزراء ومسؤولون سابقون في حزب العدالة والتنمية، وغلب عليه الطابع الليبرالي المحافظ.

واتخذ الحزب شعارا له من قطرة ماء داخلها ورقتا شجر على شكل برعم، مقدما برنامجه الذي ركز فيه على الديمقراطية والشفافية والحقوق، متعهدا بتعزيز الديمقراطية والعمل على تحقيق الإصلاحات اللازمة.

وقال باباجان “نحن هنا الآن، وآن الأوان لتحمل المسؤولية تجاه تركيا، ونتمنى أن يكون الحزب مفيدا للبلاد، فاليوم هو بداية نتطلع فيها إلى المستقبل بأمل.. اتخذنا الخطوة الأولى لتشكيل تركيا قوية في حقبة جديدة”، مضيفا “سنحترم أسلوب حياة الجميع، ولن نضحي بمقدساتنا الدينية من أجل السياسة”.

وكان للاقتصاد -وهو الميدان الذي يبرع فيه باباجان- حيّز واسع في كلامه، حيث أوضح أن “الفساد يعرقل تقدم الاقتصاد، والشفافية مثالية نسعى إليها، ولهذا نعمل على الرقابة على المؤسسات المالية، وإنشاء لجان مراقبة وإزالة الاستثناءات وتغيير قانون المناقصات”.

ووجه باباجان انتقادات إلى حزب العدالة والتنمية، متهما الحزب الحاكم بأنّه “غير قادر على تلبية تطلعات الشعب، حيث لا حرية ديمقراطية داخلية، فكيف يعطي الحرية والديمقراطية للشعب، وهو يستخدم لغة الاستبعاد والتهديد والحساب على موضوع البقاء، والاستقطاب في الحكم باستبعاد شريحة، والتأثير في الديمقراطية، في ظل غياب المؤسسات والتركيز على الحكم الفردي والقوانين الكيفية؟”.

وأوردت وسائل إعلام تركية أن باباجان وفريقه الحزبي عقدا اجتماعات مغلقة يومي 7 و8 مارس/آذار الحالي، لمناقشة برنامج الحزب ولائحة نظامه الداخلي التي جرى إعدادها على أيدي 300 خبير على مدار خمسة أشهر، شملت 24 طاولة نقاش مختلفة.

بطاقة شخصية
ولد باباجان عام 1967، ودخل غمار السياسة عام 2002 بوصفه أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية وعضو مجلسه التنفيذي، وانتخب عضوا بمجلس النواب عن مدينة أنقرة في العام نفسه، ثم عين وزيرا للشؤون الاقتصادية ليصبح أصغر عضو بمجلس الوزراء وعمره 35 عاما.

ساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي محققا انتعاشة بعد عامين من مباشرة عمله، عقب سنوات عجاف من الأزمات الاقتصادية التي عانت منها البلاد، ثم شغل منصب وزير الخارجية وشؤون المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، قبل أن يتولى أيضا وزارة الاقتصاد عام 2007 بعد انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا للوزراء، وعبد الله غل رئيسا للجمهورية، وظل وزيرا للخارجية حتى العام 2009، ثم تولى منصب نائب رئيس الوزراء حتى العام 2015.

وأعلن باباجان في يوليو/تموز الماضي استقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم، مبررا ذلك في بيان قال فيه إن “خلافات عميقة وقعت على مستوى الإجراءات، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي خلال الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى المبادئ والأفكار والمعايير التي أدافع عنها”.

أبرز القيادات
احتوت القائمة التأسيسية لحزب “الديمقراطية والتقدم” على 90 اسما، منهم 27 سيدة، و16 وجها جديدا، كما شملت شخصا من مواليد عام 1999 يعتبر الأصغر من بين الأسماء.

وفيما يلي أسماء المؤسسين:

– مصطفى ينار أوغلو، برلماني مستقل، استقال من حزب “العدالة والتنمية”، وبذلك أصبح للحزب الجديد تمثيل داخل البرلمان الحالي.

– مهمت شانفير، جنرال متقاعد تم اعتقاله من الانقلابيين يوم 15 يوليو/تموز 2016.  

– متين غورجان، عسكري سابق، وحاليا يعمل محللا صحفيا لموقع المونيتور.

– نهاد أرغون، وزير الصناعة السابق.

– سعد الله أرغين، وزير العدل السابق.

– سلمى كواف، وزيرة المرأة السابقة.

– أحمد أديب أوغور، والي مدينة باليكسير السابق.

– أليف أيسن، مستشارة سابقة في رئاسة الجمهورية.

وغابت شخصيات كان يتوقع أن تكون ضمن المؤسسين، وهم رئيس المحكمة الدستورية السابق هاشم كلج، والوزير السابق أرطغرل غوناي، ووزير الداخلية السابق بشير أتالاي.

ولوحظ بشكل كبير غياب فريق الرئيس السابق عبد الله غل، وأرجعته مصادر إعلامية إلى رغبته في عدم الظهور والتأثير في الحزب.

وكان رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو -الحليف السابق لأردوغان أيضا- قد أسس في ديسمبر/كانون الأول الماضي “حزب المستقبل” لمنافسة حزب العدالة والتنمية.

مواجهة التحديات
واستبعد مراقبون أن يكون حزب باباجان بنفس قوة “العدالة والتنمية” في بداياته، معتبرين أن ذلك ليس مطمئنا للعدالة والتنمية في ظل حالة الاستقطاب وتقارب الحظوظ في المحطات الانتخابية الأخيرة، وفي ظل توحد بعض قوى المعارضة مؤخرا.

وفي هذا السياق، قال القيادي بالعدالة والتنمية رسول طوسون للجزيرة نت إن تحركات باباجان وأصدقائه بعد تأسيسهم لحزب جديد، لن تكون بهذه السهولة، خصوصا أن منافسة أردوغان “تحتاج إلى الكثير من المغامرة”.

وأضاف طوسون -الذي عمل مع باباجان في الحزب ووزارة الخارجية- أن رئيس الحزب الجديد “شخصية اقتصادية ولا يملك خبرة سياسية” ولم يختلط بالجمهور، لذلك فإن “تأثيره سيكون ضعيفا، وربما يكون هناك انعكاس سلبي بأنه ترك الحزب بعد تولي المناصب عبره”.

وزاد أن “العدالة والتنمية” حقق طموح المواطنين عام 2001 بسبب الانسداد السياسي والأزمات الاقتصادية، فكسب أغلبية البرلمان وشكل الحكومة منفردا، وليس متوقعا لأي حزب جديد أن يكون بنفس القوة في بداياته، فظروف البلاد اليوم مختلفة، والحزب الحاكم ما زال قويا.

وتوقع طوسون أن الحزب الجديد سيكسب من قاعدة “العدالة والتنمية” الجماهيرية لأنه يحظى بدعم غل، ويضم عددا من نواب “العدالة”.

وقد رافق إعلان تأسيس الحزب الجديد إعلان وزير الصحة فخر الدين كوجا أول إصابة لمواطن تركي بفيروس كورونا، إذ ألقى هذا الموضوع بظلاله على حديث وسائل الإعلام وأثر في تعاطيها مع إعلان حزب باباجان.

متابعة / وكالة الأولى نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى