مقالات

هل يكون الكاظمي.. بوتين العراق؟؟

مازن صاحب

اندهش عدد غير قليل من مقالي السابق في مقارنة الخلفية المهنية لكل من الرئيس فلاديمير بوتين لعمله في الكي جي بي ثم مجلس الامن القومي للاتحاد الروسي وبين المكلف الثالث لرئاسة الوزراء السيد مصطفى الكاظمي …

مصدر هذه الدهشة عدم قناعة البعض بالمقارنة الشخصية والبعض الاخر عارضوا مقاربة الاوضاع الخاصة بكلا البلدين واخرين وجدوا أن المقال لم يأخذ بعين الاعتبار قدرات جهاز المخابرات العراقي مقابل قدرات جهاز الامن الفيدرالي الروسي!!

نعم كل هذه الآراء معتبرة ومحترمة جدا .. ولست بصدد مجادلة أي منها … لكن دعونا نفكر من خارج صندوق العملية السياسية ومفاسد المحاصصة المنغمسين فيها ونتساءل ما نقطة البداية لدفع معضلة مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة إلى طريق الحلول الأفضل للحكم الرشيد؟؟؟

كلام طويل وطروحات مختلفة لكنها تبدأ من الحوار المسؤول عن إنتاج هوية وطنية عراقية بامتياز تساوي بين المنفعة الشخصية للمواطن/ الناخب وبين المنفعة العامة للدولة .
قيادة مثل هذا النموذج من الحوار الوطني المسؤول بعقلية من خارج صندوق العملية السياسية تعلم وفاة جمهورية مفاسد المحاصصة .. كون أي نتائج لهذا الحوار المسؤول تتطلب حنكة ودراية ووضوح.

معلوماتي ربما اقول ربما ما تقدم يجيده العقل المخابراتي للمكلف الكاظمي .. وتمثل فرصة تاريخية أن يكتب عنه التاريخ كتابا عنه وان لم يستطيع فإن العراق يخسر فرصة تاريخية مهمة .
لا أعلم حقيقة المقومات الشخصية للكاظمي كرجل مخابرات لكن لابد أساسا انه حصل على خبرة عملية خلال عمله مع المخابرات المركزية الأمريكية لسنوات طويلة فضلا عن عمله في المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بصفته احد موثقي انتهاكات حقوق الانسان في العراق … مثل هذه الخبرة ستفرض على الرجل اعتمادها في التعامل مع عراق ما بعد جائحة كورونا ميدانيا كما كان يفعل في تحشيد المواقف ومناصرة الصحفيين للمدافعة عن عراق ما بعد 2003

السؤال ما هي فرضيات النجاح ؟؟
لا أعتقد أن السيد الكاظمي سيعتمد على قدرات المخابرات العراقي .. فهناك اكثر من جهاز امني في عراق اليوم يقوم بمهمات مخابراتية .. لكن تشكيله ثنائيا ناجحا مع الرئيس برهم صالح .. يجعل ثمة ضوء في نهاية النفق.
فخبرة الرئيس صالح الإدارية والاقتصادية .. وعلاقتهما معا باطراف المصالح المتضاربة داخل العملية السياسية يمكن أن يترجم بحلول عراقية مطلوبة .. أمام استحقاقات كبرى لردم فجوة الثقة التي ستكون المخرج الأول والاساس من الحوار الوطني المسؤول المنتظر مما تجعل المواطن/ الناخب يتوجه يثقة وبكثافة إلى صناديق الاقتراع لانتاج جمهورية جديدة تعيد قراءة مآلات واتجاهات إعادة بناء الدولة في عملية سياسية تعتمد الهوية الوطنية العراقية الجامعة والشاملة كما سيتم الاتفاق عليها في ذلك الحوار الوطني المسؤول المنتظر !! .

هكذا يمكن للسيد الكاظمي أن يكون بوتين العراق .. واعتقد ربما جازما أن الاغلبية الصامتة وجميع متظاهري ساحات التحرير ينتظرون مثل هذه الفرصة .
واكرر القول الفصيح .. اما أن يذكر الكاظمي في سطر ضمن الكتاب الأسود لمفاسد المحاصصة أو يكتب في رأس السطر لكتاب جديد يكتب تاريخ جمهورية العراق الجديد التي طال انتظارها منذ عام 2003 !!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى