مقالات

وراء كل بلد عظيم امرأة

وراء كل بلد عظيم امرأة – جنان الدليمي

إذا أردت بناء دار قوي فعليك أن تهتم بالأساس أولا، وإلا فالدار سوف يسقط لا محالة، طال الزمان أو قصر.

وإن أردت بناء دولة عظيمة فعليك بالاهتمام بالمرأة أولا فهي أساس كل خير وهي عطاء كل معروف.

إنها الأم والزوجة والأخت والمربية التي تصنع الأجيال فأما صالحين أو طالحين. اشرف على تربيتها تربية صالحة وامنحها الثقة والحرية لتصونك وتحفظك أكثر من حفظك لنفسك.

إنها الحاضرة في كل إمبراطوريات العالم العظيمة، في كل الأمم العظيمة. فلولا خديجة عليها السلام لما قام الإسلام.. وقد ضرب لنا القرآن الكريم أروع مثال عن قيادة المرأة عندما تحدث عن الملكة بلقيس، قال تعالى وهو أصدق القائلين: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ. إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). عزيزي الرجل لو كان من يحكم سبأ رجلا لا امرأة أفلا تعتقد أنه سوف يأمر جيشه بمقاتلة جيش النبي سليمان (عليه السلام)؟!

وبالتالي سوف يعرض مملكة وشعبه للإبادة الكاملة؛ لكن انظر إلى حكمة المرأة: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي) هذه هي الديمقراطية الحقيقية فالمرأة ديمقراطية جدا عندما تقود رجالا، وتنظر القرار السديد والسليم. وعندما لا ترى رأيا صائبا سوف تتوصل مع نفسها إلى رأي يحفظ من هي راعية عنهم. (إِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ).

والهدية هي رمز للمحبة والسلام وهذا ما تنشده المرأة التي نراها اليوم مظلومة ومغدور حقها الاجتماعي أو السياسي في صنع القرار، فما زال الرجل مستحوذا ومهيمنا على السياسة وهذا يعود إلى جذوره القبلية في استعباد المرأة فأما آن الأوان لنصبح دولة مدنية بحق وحقيقي وليس مجرد شعارات كاذبة؟!

أما آن الأوان لبناء دولة تكون المرأة فيها القلب النابض بالطمأنينة والخير والفرح والسرور وتكون فيها العقل والرأي الرشيد؟! نريد أن نرى امرأة مستقلة على رأس الهرم لا كما نراها من نساء سياسيات لكن بالحقيقة يقودهن رجال ويتحكمون حتى في رأيها وبالتالي هي أول شخص ضد حرية المرأة..

كل ذا لا يحصل من الأعلى بل من الأساس (البيت) من خلال توعية البنت واعطائها الحقوق وحرية التعبير فكثيرا من نسائنا يذهبن للتصويت لرجل لا تعرفه ولا تعرف ما الذي يجري أصلا لكن الأب أو الأخ أو الزوج هو من يريد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى