مقالات

وفّروا الوقت لأكذوبة الأزمة الأكبر

د. فاتح عبدالسلام

العراق لا تنقصه أزمة جديدة، ولا قضية خلافية أخرى تدخله في مسارات لايعرف الخروج منها آمناً.

هذه صورة الوضع الحالي عند النظر الى تفجر ازمة الاوقاف التي من السهل ان يجري استثمارها سياسياً لتخرج من مقار السياسيين الى الشارع، وقد تجرف معها ما يمكن ان يخلط بعض الاوراق في اماكن معينة تحت تأثير الشائعات واهتزاز الناس بأي قرار مصدره سياسي، بعد انتكاسات شديدة واتساع رقعة فقدان الثقة، وهذه مسألة من الصعب علاجها في ستة شهور او سنتين او حتى دورة انتخابية كاملة، ذلك ان ما زرعته القوى السياسية من خراب في سنوات طويلة لا يمكن محوه بالأمنيات والتطمينات والاتفاقات هنا وهناك.

لو كان الحال قابلاً للاصلاح بسهولة ، لما كان هناك أي سبب لرفض العراقيين للمسميات الأساسية المتداولة وعدّها سبباً رئيسياً من اسباب الابتلاء في العراق.

هناك نبش في اوراق ومسودات لاتفاقات لم تر النور في ظرف السنة التي تلت احتلال العراق وتشكيل نواة الطواقم السياسية لحكم البلد، وتركت تحت الطاولة و واليوم يتم اعادة نفس الاوراق وبنفس المفردات من اجل توقيعها في اتفاقات جديدة من دون ان تراعي مساحة الزمن والمتغيرات الكبيرة التي حصل فضلا عن التحولات النوعية في وعي الناس.

العراق الغارق في مشكلة من صنع الادارات التي تولت أمره وهي الرواتب والموارد، تنتظره بعد شهور قليلة معمعة لا أول لها ولا آخر تسمى الكتلة الأكبر بعد الانتخابات المفترض اجراؤها في حزيران المقبل، لندخل عندها في نفق جديد من الاحباط في استمرار التعايش مع اكذوبة مشتقة من ضياع دستوري وعجز الاجهزة المكلفة بالفصل والحل على اطلاق الاحكام من دون رؤية الهامش السياسي المسموح او الممنوع .

ولسنا بعيدين عن ذلك اليوم، فلماذا تنغمسون في مستنقع أزمة تصنعونها في هذا التوقيت ، وعليكم توفير الوقت لما ينتظركم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى