slideتقارير وتحقيقاتحوار حر

ضمن مبادرة “تحدي المسؤولين” شاب يمارس مهام النائب محمد الكربولي في لجنة الامن والدفاع النيابية

اجرى الحوار الاعلامي تمام عدنان حسين

الاولى نيوز / خاص

*انت ناشط على الفيسبوك منذ وقت طويل، ولك آراؤك السياسية الخاصة التي يحدث ولا يتفق معها أغلب الأصدقاء والمتابعين. لم تتم معارضتك غالبا؟ وما الذي يجعل من افكارك المطروحة عرضة للإنتقاد الدائم برأيك؟

• يرى كل منا الموضوع المطروح من وجهة نظر معينة، وآرائي في اية قضية سياسية ليست استثناءا من تلك القاعدة، فأنا ارى الأمور من زاويتي الخاصة. وقد أعطي رأيا لا يلائم مجموعة من الناس ويختلف مع زوايا نظرهم، ولهذا غالباً ماتكون آرائي مخالفة لأنها تنبع من رؤية شخصية جدا، وهي عرضة للصح والخطأ كونها كذلك. والسبب الآخر هو عدم تمسكي بالشعارات الوطنية على حساب الإنسان وحرياته. وهذا هو محور الخلاف دائماً، لأنك تعيش في مجتمع عاطفي يتأثر بالشعارات بشكل كبير.
وفي عموم المسألة فان المعترك السياسي لا يتسم بالوضوح ابدا سيما معتركنا الحالي مما يؤدي لأن يكون انتاجك لرأيك الخاص عرضة للنقد والخلاف الدائمين.

*يصدف ان أوافقك في كون المجتمع السياسي السائد مليء بالمفاجآت والتناقضات والغموض، ولكنك رغم ذلك، جازفت بدخوله عن طريق مبادرة “تحدي المسؤولين” التي انطلقت في الأسابيع الماضية، ما الذي دعاك للدخول بذلك المعترك الخطر و”غير الواضح” حسب تعبيرك”؟

• منذ سنتين تقريباً دخلت ووقفت في المظاهرات المطالبة بمحاسبة المسؤولين الفاسدين والمطالبة بالحقوق، وعلى مدى سنتين لم ار شيئا قد تغير قيد أنملة! ولم ار انني وضعت بصمتي باقالة اصغر موظف فاسد في الحكومة.
اخطاء الإنتخابات وصعود منظومة حكم فاسدة مشكلة تواجه الشباب بشكل اساسي، وعليه انتقدت السياسيين وخرجت في مظاهرات ضدهم.. فعلنا كل شيء حتى نجد العلاج اللازم لهذه المشاكل لكن لم يتغير شي.. هنا يجب أن تتوقف كونك تسير في طريق لا تؤدي نهايته لفائدة وتجرب طرقا أخرى للتجديد او للتغيير، فما المانع أن ندخل هذا المعترك بدورنا ونضع بصمة الشاب المطالب بحق الجميع او حق مجموعة معينة من الناس؟

وكما إن العمل السياسي طموح قديم لدي، ودخوله عن طريق هذه المبادرة (تحدي المسؤولين) هو بداية الطريق لتحقيق حلمي حتى وإن كانت مبادرتي تصب في مصلحة السياسي فإنها تصب في مصلحة شاب ساعي لوضع بصمته بالتغيير والتجديد ايضا. اذ من خلال وجهة نظري ذلك افضل من أن اسلك طريق الإنتقاد والتظاهر والكثير من الامور التي لم ولن تجدي نفعاً، ففرصة دخول الشباب للعمل السياسي هي اعظم فرصة لنشر الثقافة السياسية بين اوساط الشباب وتوعيتهم بانهم ليسوا مجرد أصوات إنتخابية مؤقتة ترفع السياسي الفاسد وتندب حظها بعد حين.

الخلاصة: حتى تصل الى غايتك الأسمى عليك أن تجازف وأن تتحلى بالجرئة والقوة، وكثرة الانتقاد شيء طبيعي لأن العزل والبعد بين الشاب والسياسة في الفترات السابقة خلقت هذه الفجوة بينهم، وعموما العمل السياسي ليس عملا سيئا فاعظم دول العالم ترتكز عليه، لأن السياسة منظومة أساسية في اي بلد ولا تقوم دولة دون سياسة، فحتى العائلة قائمة على سياسة معينة ولهذا فإن الابتعاد عنها ضياع للحقوق وارتكاب لخطأ فادح.

• الا تعتقد أن في إجابتك الأخيرة (التي هي اختزال لوجهة نظرك بالموضوع) أنها اجابة نابعة من نظرة نفعية خاطئة؟
فمن جهة أنت ضد الفساد والفاسدين، ومن جهة أخرى تبرر بعد عملك مع أحد ألساسة فسادهم بقلة التواصل بينهم وبين الناس!
أوليس شغل السياسي أن يتقرب من الناس ويحاول ان يفهمهم؟ أوليس البعد عن الناس تقصيرا يحاسب عليه السياسي لا المواطن؟

*ذكرت لك سابقاً أن الآراء تتغير حسب كل قضية مطروحة، وقد طرحت رأيي لسنوات كوني ناقداً للعمل السياسي والسياسيين، وماهي النتيجة؟ هل غيرت شيئا؟ على كل حال انا لم امتدح سياسيا حتى اللحظة، حتى بعد أن عملت بالقرب من احدهم لمدة مؤقته، حيث وافق على دخولي العمل السياسي وعندما كنت انتقدهم مدحت بعض افعال السياسيين التي تصب في الصالح العام، من باب “حب واحچي واكره وأحچي” لم اذكر ولم ابرر ولو بحرف وجود الفساد في السياسة، لكن اذا ما استخدمت كل اسلحتك في محاولاتك للتغير فماذا ستفعل في نهاية المطاف؟ ابدأ بطريق آخر يجعل من فرصك للتغير او التجديد أكبر.

دخول الشباب في هذا المجال هو اول بوادر التغيير لأن هذا الشباب الناقم، الناقد لعملهم سيسعى لأن لا تتكرر التجربة التي كان ينقدها، اما السياسي فمن واجبه أن يتقرب من شعبه ومن انتخبه، وهذه الفرصة سانحة للجميع بالتقرب منهم سيما طبقة الشباب الذكي لأنها هي من ستصنع بصمته أخيرا، وعدم القيام بذلك التقرب هو خطأ شخصته بعد لقائنا بعدة مجموعات شبابية وكل مرة ارى مطالبهم هي “طوبة ودريسات”!
هنا يجب عليك التدخل لتوعية هذه الطبقة بان اصواتهم اعظم من ان تباع بهكذا مطالب..! ان توعيهم بمعنى السياسة.. أن توضح لهم ثمن هذه الاصوات الحقيقي الذي يتجاوز بمراحل مطالب رخيصة كتلك.
اخيرا.. دخول الشباب الواعي في العمل السياسي هو مبادرة جديدة للتوعية أكثر منها للإستنفاع الشخصي، اما الباحث عن النفع الشخصي، كذلك الشاب المطالب “بالطوبة والدريسات” وملعب، هو سبب وجود الطبقة الفاسدة من السياسيين.

*ما هي ابرز نشاطاتك ومبادراتك التي قمت بهاء حين تسنمت جزءا من المسؤولية انذاك؟

• طرح مجموعة من الافكار تم الحصول على موافقة على بعضها وسيجري العمل عليها قريباً
*طرح الية تجديد الخطاب السياسي البعيد كل البعد عن الشارع العراقي والاوساط الشبابية.
*طلب تمت الموافقة عليه هو عدم جلوس النائب خلف مكتبه واتاحة الفرصة لأي شاب بالجلوس مكانه في اي وقت.
*المطالبة بنزوله للشارع وسماع مطالب الشباب وهذا مانقلته وسائل الاعلام.
*ايصال مناشدات بعض الاصدقاء التي وصلتني وبعضها تم الموافقة عليها والبعض الاخر يحتاج لقرارات من عدة اطراف. انتهت الفترة المؤقتة وانا في رضا عن نفسي امام الله وامام نفسي وبعض من استطعت مساعدتهم بالشيء البسيط.

*اما أبرز ملاحظاتك حول السلبيات التي لحظتها اثناء تواجدك هناك؟

• وجود مجاميع كبيرة تحاول أن تحصل على فائدة شخصية “مبلغ كبير ووقت قصير” يحملون صفة موظف دولة ويقومون بمزايدات كثيرة، وخلافات امام الشاشة وعلاقات وروابط خلف الكاميرات.

* بعيدا عن كل ذاك، اوجز لنا فلسفتك المتبعة في الحياة، وأطماحك ومجموعة أحلامك، وبقية الأشياء الأخرى التي تختزل شخصيتك.

• فلسفتي بسيطة: ارى في نفسي قوة تجعلني أثابر واحاول مئات المرات للوصول الى هدفي، لا أحب ان تنتهي هذه الحياة وأدفن كأي انسان عاش لمجرد العيش فقط، كلنا نعيش ظروف صعبة لكن هذا ليس سببا لنتوقف ونرضى بما موجود.. اعظم طموح لدي هو أن اكون في منصب سيادي في العمل السياسي. وحلمي ان ارفع في يوماً من الايام ما وقع على عاتق اهلي من معاناة وصعوبات واذى واعوضهم بالافضل، وكذلك ان استطيع خدمة محافظة “ديالى” وتغيير واقعها المأساوي المستمر.. كل انسان يحمل في شخصيته السلبيات والايجابيات.
بإختصار انا انسان طموح يسعى أن يغير اشياء كثيرة.. ردود افعالي غالباً ماتكون حدية وعصبية لا يحبها البعض.. أحاول ان لا اكون انسانا مثاليا.. أحاول أن اظهر للناس وجها يعكس ما موجود بداخله.. وأخيرا، انا ارى الأمل حتى وان كان يطل خلف ثقب إبرة.

*رسالة لمن سيقرأ حوارنا

 

• امضي في حياتك وأنت تنظر امامك لتصل غايتك.. مصلحتك الشخصية وطموحك وحلمك اصنعه بنفسك ولا تعتمد على اراء الاخرين، تعود على خسارات مستمرة لا تجعل من حياتك ترتكز على وجود شخص ما، نحن نعيش الحياة لمرة واحدة فلا تضيعها بالخجل والركود والضعف! استمر في الصح والخطأ وتحمل كل مايحدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى