مقالات

إذا قال بيل غيتس فصدقوه

حمزة مصطفى

مدح جيم بن مصب إمرأته حذام قائلا فيها “إذا قالت حذام فصدقوها.. فإن القول ماقالت حذام”.

وكل مجد حذام إنها نبهت قومها بشأن إمكانية مداهمة العدو لهم بسبب حركة القطا التي كانت متسارعة وهو مايعني أن هناك أمرا ما سيحدث والإ لنام القطا.

والقطا له قصص في الشعر العربي قديما وحديثا. فهذا قيس بن الملوح يقول “أسرب القطا هل من معير جناحه .. لعلي الى من قد هويت أطير”. وهذا مظفر النواب يقول في الريل وحمد “هودر هواكم ولك حدر السنابل كطة”.

قصتنا ليست عند حذام أو قيس بن الملوح او مظفر النواب, بل عند مؤسس شركة مايكروسوفت والذي كان حتى قبل سنوات أغنى رجل في العالم المليادرير بيل غيتس. والمعروف عن بيل غيتس إنه أول من بدأ عمليات البرمجيات الكبرى في مجال تقتنيات الحاسوب والذي جمع من خلالها ثروة طائلة أنفق ولايزال ينفق معظمها على “البر والتقوى” وله صولات وجولات معروفة للقاصي والداني. وحيث أن غيتس دائم التحذير من المخاطر الحقيقية التي تواجه البشرية حيث سبق له أن تنبأ بمخاطر وقد حصلت فإنه وفي مقابلة أجراها مؤخراً مع شبكة “بي بي سي” اطلق تحذيرا جديدا وغير مسبوق. فطبقا لغيتس فإن التهديد الرئيسي الذي يجب أن يشعر العالم تجاهه بالقلق هو “الإرهاب البيولوجي”.

يقول غيتس إن “التهديد الكبير التالي، هو الإرهاب البيولوجي، وهو أمر مروع حقاً”. وأضاف “يعد الدفاع ضد الإرهاب البيولوجي أصعب قليلاً، لأن كل من يحاول القيام به، يفعل ذلك بوعي ويفهم نظام دفاعك، لذا يمكنهم محاولة التصميم من حولهم”. وبالعودة الى ماحصل خلال جائحة كورونا فإن من بين الفرضيات التي راجت في وقتها وربما لاتزال قابلة للنقاش أن الطفرة التي حصلت بالخفاش الصيني الذي كان السبب الرئيس في تلك الجائحة إنما هي طفرة بيولوجية. وهنا إختلف العلماء والسياسيون معا بشأن كيفية حصول هذه الطفرة. الأميركان وطبقا لما صدر عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أن ماحصل أمر مقصود حتى إنه أطلق على الوباء تسمية “الخفاش الصيني” من منطلق أن الوباء خرج من معمل بيولوجي في مدينة ووهان الصينية. في مقابل ذلك يرى بعض العلماء إن ماحصل ربما يكون طفرة غير مقصودة نتيجة تجارب مختبرية.

إذن الأمر في النهاية خاضع للنقاش بشأن المخاطر التي يمكن أن تترتب على الإرهاب البيولوجي الذي بات غيتس يحذر منه وتتفق معه المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الأنتربول”.

الإنتربول وفي بيان رسمي مؤخرا قال أن” الإرهاب البيولوجي هو الإطلاق المتعمد للفيروسات أو البكتيريا أو السموم أو غيرها من العوامل الضارة التي تسبب المرض أو الموت للناس أو الحيوانات أو النباتات”.وأضاف بيان الإنتربول: “التهديد من الإرهاب البيولوجي حقيقي، حيث تشير التقارير الحالية إلى أن الأفراد والجماعات الإرهابية والمجرمين لديهم القدرة والنية على استخدام العوامل البيولوجية لإحداث ضرر للمجتمع”.

تفاصيل كثيرة وردت في بيان الأنتربول وتفاصيل أخرى في مقابلة بيل غيتس. تنبهوا للمزيد من المخاطر بدء من زلزال تركيا وسوريا المستمر حتى الآن الى تحذيرات غيتس والأنتربول ودعوا قطا النواب وابن الملوح .. وسوالف حذام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى