مقالات

إعادة الاعتبار لمنصب المحافظ

د. فاتح عبدالسلام

غضبُ العراقيين يتفجر في المدن تعبيراً عن رفضهم اخفاق الادارات المحلية في المحافظات، ونرى في مقدمة الفاشلين معظم الذين يقومون بمسؤولية منصب المحافظ. لقد تحوّل المحافظ في كثير من المدن إلى رمز المحاصصات والتسويات بين الصفقات التي يضطلع بها أعضاء مجالس المحافظات الذين يعتقدون انهم منحوا منصب المحافظ لفلان أو علّان بموجب صفقة لها بنود متوافق عليها هي أصل الفساد الذي ينخر البلاد أكثر ممّا يرتكب من عمليات فساد في المقار الوزارية ببغداد، وهذا واضح عبر مسار ثماني عشرة سنة، وليس الآن.المطالبة بإقالة محافظين باتت الشعار الأول للمحتجين في العراق، وهم محقون في ذلك، إذ ان سوء صرف الموازنات وتوظيفها بشكل خدمي صحيح هي العلامة التي انطبعت بها ممارسات المحافظين سنوات طويلة. منصب المحافظ فقدَ عناصر القيادة والحكمة والخبرة والانسانية في التواصل مع الناس من خارج الاحزاب. وهذا الحال غير قابل للتغيير إلا في حدود ضيقة جداً، وربما الصدفة تلعب دوراً في مجيء محافظ مقبول هنا أو هناك . ولم تعد الانتخابات تعطي أملا له قيمة في انتاج معادلة جديدة، لأنها المستنقع الحزبي الآسن المشترك قد طفح على الجميع.ربما هناك، فرصة تليق بالمدن المنتفضة ضد الفساد كما تليق بسواها من المدن الاخرى التي ستلحق بها لا محالة ، وهي القيام بسن تشريع جديد يتيح انتخاب المحافظين انتخاباً مباشراً من الشعب بعد اقرار حد أدنى من الشروط التي تؤهل شخصاً ما أن يكون بهذا المنصب الذي من الواجب أن يمنح استقلالية مع وجود ضبط رقابي ومساءلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى