مقالات

الانتخابات الأميركية: التأثير والتأثّر

سالم مشكور

لا يختلف اثنان على أن الانتخابات الأميركية ليست شأناً أميركياً وحسب، بل أن نتائجها تنعكس على كل العالم، كما أن الخارج يؤثر في هذه الانتخابات أيضاً. الحديث عن أن السياسات الخارجية الأميركية لا تتغير بتغيّر الرؤساء لا يصمد أمام حقائق الواقع القريب والبعيد. نعم، المصالح ثابتة لكن السياسات المتبعة لتحقيقها متغيّرة، وبين سياسة وأخرى، تكون هناك دول متضررة منها وأخرى منتفعة. بالأمس كان أوباما رئيساً فكانت السياسة الأميركية تصالحية مع إيران، وانعكست بشكل ما على الساحة العراقية ذات النفوذين الإيراني والأميركي، وعندما جاء ترامب الى الرئاسة، بدأ سياسته التصادمية مع طهران، بينما بات العراق في وضع حرج مخيّرا بين العداء لإيران أو أميركا، وهو الذي لا يقوى على أي عداء أو تصادم خارجي بعد عقود من الحروب والمغامرات الطائشة. لا يخفي ترامب نيته عدم تسليم البيت الأبيض لغيره، وقبل أسابيع من موعد الانتخابات بدأ التشكيك بنتائج الانتخابات، بل انتقد النظام الانتخابي الأميركي الذي وصفه بالفاشل والمرفوض. هو وصل الى البيت الأبيض بهذا النظام الذي لولاه لكانت هيلاري كلنتون هي الرئيس الان بعدما تقدمت عليه بثلاثة ملايين صوت.

هكذا تكون رئاسة ترامب حصيلة نظام فاشل.مؤشرات عديدة تؤكد نية ترامب، أو رغبته على الأقل، في عدم التخلي عن السلطة، فقد حرّك أنصاره حالات تمرّد من بعض الولايات في خطوة أعادت الى أذهان الاميركيين صور الحرب الاهلية، بينما تصاعدت العنصرية في عهده، وهو يضغط الان لتعيين قاضية من أنصاره عضوا في المحكمة العليا التي من شأنها البت بنتائج الانتخابات. كل هذا يضع الاميركيين بين خيارين:

انتخاب ترامب أو الحرب الاهلية، بوجود سلاح في كل بيت، وازدياد الاقبال على شرائه مؤخراً، والنتيجة في الحالتين:

تراجع الديمقراطية وتصاعد الشعبوية التي لا تقتصر على أميركا بل امتدت الى أوروبا والشرق الاوسط. هذا ما توقعه الكثير من الستراتيجيين خلال السنوات الماضية.

هناك دول بإمكانها التأثير في الانتخابات الأميركية وهذه تنقسم بين داعم لبقاء ترامب وأخرى داعمة للديمقراطيين، كل حسب مصالحه أدوات التأثير تتنوع بين المال والاعلام (التواصل الاجتماعي)، بينما تبقى دول اخرى تنتظر نتائج الانتخابات الأميركية لترى كيف تنعكس على أوضاعها. هكذا هو حالنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى