مقالات

الحاكم الفعلي هو الشيطان

هادي جلو مرعي

توصيف علماء الدين للمرء الذي يبتعد عن الحق، ويستحوذ عليه الجشع والطمع، والرغبة في التسلط وظلم الناس، والتعدي على حرماتهم وأكل المال الحرام، وغمط الحقوق، والدونية، والإستخفاف بالدماء، وإستسهال الأفعال المشينة، والنفاق، والكذب، والغش، والخداع، والتضليل، والإفتراء ووووو إنه (خرج من دائرة الله، ودخل في دائرة الشيطان) وكأنه لاأمل فيه، ولايرجى خير منه، وقد إنقطع عن الحق مطلقا، وصار عدوا لدودا للرب. قد يخرج من تلك الدائرة فرد، وربما مجموعة، وربما كانت أمة بأكملها تخوض في الفساد والبغي والعدوان، ونرى بوضوح إن العصر الذي نعيش هو عصر الأمم الشيطانية التي ترى أن لها الحق في عمل كل شيء وفقا لمعادلة التميز العنصري والفوقية والأفضلية والعراقة والتقدم الفكري والحضاري والنبوغ في الصناعة والتقنيات الحديثة التي تجعل من أمة دون أخرى أكثر هيبة وسطوة ونفوذ، وترى إن العالم يجب أن يذعن لها في بعضه، وعلى البعض أن يخضع، والبعض أن يكون شريكا بنصيب أقل من الفائدة، ولو إستعرضنا خارطة الكوكب، وتفقدنا تلك الأمم من داخلها، وفي علاقاتها الخارجية نجد إن فكر الشيطان يغلب على سلوكها العام لجهة الرغبة في التمدد والتفوق والسيطرة على أكبر مساحة من الجغرافيا والأفكار والهيمنة في الإقتصاد والسياسة والتحكم والتفوق العسكري. لايحق لأحد أن يتميز دون عطاء فكري، أو تقني محكوم بالأخلاق والشرف، وماعدا ذلك فهو عدوان وتعدي، وخروج على المواثيق والعهود والشرف، فأغلب الدول الإستعمارية كان فعلها شيطانيا حيث ترغب على الدوام في نهب ثروات شعوب مستضعفة، وإذلالها وإتخاذها مواقع للتحكم والسيطرة والهيمنة على دول أخرى. الله العظيم يقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. الآية 13، سورة الحجرات.. كل سلوك بشري مالم يحتكم الى تقوى الله وخوفه، فإنه يتحول الى سلوك عدواني شيطاني، وللأسف فهو الغالب اليوم على سلوك الأفراد والجماعات والدول التي لم تعد تلتزم بالقيم والأخلاق، وتتسابق لتحقيق مكاسب ومنافع غير مشروعة بالغلبة والقهر والإحتيال والكذب، وأما معايير الشرف والإلتزام فهي غائبة، أو تغط في نوم عميق، وهذا ينسحب على الأفراد الذين تحولوا الى شياطين متنقلة تنشر الفوضى والفساد والضياع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى