مقالات

السيطرة على القرار لا الإنتظار

محمد صالح البدراني

‮‬الناظر لواقع المنطقة‮ ‬يجد أن معطيات التكيف مع الأحداث معدومة،‮ ‬لكن بتأمل بسيط نجد أن الإمكانية متاحة لكن بتغيير نمط النظم وطريقة تعاملها مع ثروات طبيعية هي‮ ‬جل ثروة هذه البلدان وأساس استمرارها،‮ ‬وان الدول العربية بالذات أمام خيار أن تبقى في‮ ‬فلك الرابح من الأحداث التي‮ ‬قد لا تسلم المنطقة منها،‮ ‬مالم تفكر بعقلانية بدل الانتظار‮.‬واقع الحال‮:‬ – دويلات وظيفية مصممة لتخفيف الضغط أو المعاملات التجارية البينية أو‮ ‬غيرها من الأعمال التي‮ ‬لا تعتبر كاملة الشرعية في‮ ‬مواطنها،‮ ‬تحركها وكالات لها مصالح لتحافظ على استقرارها الضروري‮ ‬لتسيير تلك الأمور‮- ‬دول تقوم على النمط الدارج من تحول الاستعمار والاحتلال إلى حكم‮ ‬يقوده العسكر أو ممن‮ ‬يقلدون نمطا وضع بعد انسحاب الاحتلال من تلك الدول دون تغيير‮.‬‮- ‬شعوب فقدت الهوية وكثر كلام الناس وقل فعلهم تطرد لمبدع فاذا برز في‮ ‬مكان ذهب إليها افتخرت به وكأنها لم تك البيئة الطاردة،‮ ‬وهو ذات الأمر الذي‮ ‬تقوم عمليا به النظم التي‮ ‬تهتم بالدعايات والإعلام التابع لها كمرآة الساحرة‮ – ‬نقاط كثيرة لكننا سنتطرق لهذه النقاط في‮ ‬عجالة جدا ونركز على المقترح والنصيحة.الدول العربية تنتظر في‮ ‬ظرف اليوم‮ ‬يحتاج إلى مبادرة وليس الانتظار،‮ ‬فهنالك رجة قادمة تحتاج أن‮ ‬يكون خطط تبدأ الآن وليس‮ ‬غدا لإدارة البلاد والثروات وتغيير التعامل مع الشعوب بل وإعادة تنظيم كل شيء من اجل السيطرة على القرار والموارد بتعاون الشعب وتمكينه وليس بقمعه أو التمكين عليه،‮ ‬وهذا لن‮ ‬يكون مباشرة أو بشكل انقلابي‮ ‬وإنما بإعداد الخطط المدروسة للتحول والاندماج بين الحكومات والشعوب‮.‬اموال الدولأولا‮: ‬التحول من دول وظيفية إلى دول مسترة‮: ‬هذا الأمر‮ ‬يأتي‮ ‬على خطوتين القريبة هي‮ ‬امتلاك الاقتصاد ليس على طريقة الدول الغربية بالاستحواذ على ما بنوكها من أموال الدول التي‮ ‬تخالفها،‮ ‬بل بما‮ ‬يلي‮:‬‮- ‬تفعيل مقترح عملة‮ (‬نفط‮) ‬الموحدة التي‮ ‬اقترحتها في‮ ‬مقال‮ ‬يحمل هذا العنوان بان تكون عملة التداول وبيع وشراء النفط وبقية عمليات التجارة بشكل تدريجي‮.‬‮- ‬سحب الأموال من البنوك الغربية ومنها ما موجود في‮ ‬البنوك السويسرية،‮ ‬وإعادة استثمارها بعد إبدال معظمها بعملة نفط التي‮ ‬يدعمها نفط المنطقة والتعاملات به وحسب وهو ما‮ ‬يدعم الدولار حاليا‮…. ‬والمقترح متضمن الاتحاد الاقتصادي‮ ‬والعسكري‮ ‬بين دول المنطقة لدعم هذا التوجه وتشكيل فضاء مهم في‮ ‬القرار الدولي‮ ‬بدل أن تكون البلاد على الهامشثانيا‮: ‬النخبة المؤثرة بحكم كل السياسات الإعلامية والتثقيفية وتبديد القيم بما سمي‮ ‬حينه الزمن الجميل،‮ ‬إلى تشويه القيم زمن ما سمي‮ ‬بالصحوة والتوجه إلى التقليدية عند النخب المثقفة التي‮ ‬تراجع تأثيرها مع تجربة الفشل المحقق وهي‮ ‬لم تصمد أمام التشويه الذي‮ ‬ووجهت به من قوى التأثير العالمية وتفعيل أدوار مخابراتية نتيجتها خوف الحكام ودمار العمارة وغياب الهوية فغاب الوعي‮ ‬الجماهيري‮ ‬واصبح الجهلة هم النخب المؤثرة،‮ ‬الذين‮ ‬يكتبون ولا‮ ‬يقرؤون،‮ ‬ويتكلمون ولا‮ ‬يصغون‮ ‬يسفهون كل راي‮ ‬لا تفرضه القوة وينافقون القوة ويعلون مساندها،‮ ‬فاضحت الفاعلية المجتمعية محض كلام لا‮ ‬يبني‮ ‬اغلبه تسفيه وإحباط وتظلم دون حلول،‮ ‬وهذا‮ ‬يعالج ضمن خطط في‮ ‬التثقيف والتدريب والتركيز على الشباب مع تغيير النظم السياسية وتحديثها من خلال تطوير النظم الوراثية بما‮ ‬يناسب العصر،‮ ‬وكذلك النظم الأخرى ضمن برامج التنمية التي‮ ‬تستثمر الموارد الطبيعية لتطوير الموارد البشرية وبناء الإنسان‮.‬الآن ستحاول دول كالصين وروسيا استثمار الرجة الحاصلة في‮ ‬العالم لتكوين قوة جديدة ونظام جديد فهل على الأمة أن تنتظر من سيسيطر لتكون في‮ ‬فلكه وهي‮ ‬الأكثر امتلاكا لعناصر التمكين؟إن إمكانية دول المنطقة واعدة وكافية لحماية ذاتها وثرواتها إذا ما أحسنت إعادة تنظيم نفسها وتشكيل منظومة قوية ومترابطة مع شعبها وهذا ممكن فلا‮ ‬يمكن أن تخترق المنطقة باي‮ ‬قوة إلا باختراق دولة أو مجموعة دول وهذا عندما تتعاظم الخلافات بينها أما مع اتحادها بعملة واقتصاد قوي‮ ‬فما تملكه من قوة عسكرية في‮ ‬تركيا وإيران ودول أخرى فهو كاف ويزيد لتكون هذه المنطقة وفق بناء فكري‮ ‬واعد منارا للعالم والعيش بسلام‮.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى