مقالات

المفاوضات السعودية الايرانية

د. فاتح عبدالسلام

الطريق للتفاهم بين ايران والسعودية طويل، لكنه بالنتيجة حتمي ولابد من تفاهمات تجمع اكبر دولتين محيطتين بالخليج الغني بالثروات وشريان الطاقة العالمي . ينبغي ان تتخلى ايران عن اية عوائق عقائدية في ارساء سياسات السلام، كما يجب ان تنظر الرياض بواقعية الى موازين القوى الاقليمية واهمية تعايش الاقوياء بدل نظرية تنافس الاعداء.ليس هناك تنافس سعودي ايراني في العراق، فالساحة العراقية محسومة للنفوذ الايراني وليس هناك بديل عن هذا النفوذ سوى نفوذ الشعب العراقي حين تقوى مؤسساته وارادة قواه السياسية وتقف في ساعة مصارحة مع الذات وهو يوم آت، لأنّ بديله يعني الانهيار.كما انّ السعودية لا تنافس الايرانيين في سوريا، ولم يكن لليد السعودية اي عامل تأثير وحسم في موازين القوى في الارض السورية بالرغم من انّ معظم القوى الاقليمية كانت مشتركة في تلك الحرب الطويلة التي انتهت الى هذا الهباء.بقي ملف واحد، هو اليمن التي تعدها السعودية المجال الحيوي الاستراتيجي لها، بحكم الجغرافيا والعلاقات التاريخية والسكانية والإرث الثقافي والديني القديم، وهنا نقطة خلاف متفجرة بين الرياض وطهران، لاسيما بعد أن أصابت ضربات المتمردين الحوثيين الاهداف السعودية في العمق، وبات الوصول الى اي هدف اقتصادي استراتيجي يخص الصناعة النفطية أمراً في متناول القوة الصاروخية الحوثية التي تقف وراءها الامكانات الايرانية. في هذا الملف ستكون هناك جولات طويلة للوصول الى تفاهمات تخص الحكم في بلد ثالث له سيادة وعضو في الامم المتحدة هو اليمن. في الجانب الآخر، يبقى الهاجس الايراني مرتبطاً في انّ السعودية قد تحرّك الحليف الامريكي في أي ظرف عصيب لضرب ايران عسكرياً او استمرار الضغط بالعقوبات. حتى لو لم يكن هذا الهاجس واقعياً، إلا انه موجود لدى القيادة الايرانية بحسب ما تحدث لي اكثر من معني بالشأن الايراني .الجغرافيا هي الشريك الاساس بين ايران والسعودية، وان حاملات الطائرات الامريكية هي جغرافيا جديدة مقحمة من الممكن ان تنسف اي تفهمات اقليمية في وجهة النظر الايرانية، كما انها جزء واضح من توقعات قد تحدث .لن تكون هناك تفاهمات كاملة بين ايران والسعودية، لكن هناك مشاركات ، قد يكون العراق طرفاً ايجابياً فيها، ولابد من الاشتغال عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى