مقالات

المهنة التي ضيعتها الحروب والحصار والفساد

ياسين الحديدي

المهنةالتي كانت محط افتخار الجميع المعلم المربي كان العراق اول البلدان العربية الذي اهتم بهذه المهنة العظيمة واقام دور المعلمين والمعلمات والمعاهد في كل مدنه وفي بغداد اول كلية للمعلمين هذه المهنة المقدسة حولتها الحروب والحصار و الجهلة والسراق والفاسدين اخيرا الي مهنة البطالة حيث الاف الخريجين من السنين السابقة يعانون من عدم الاهتمام بهم واستيعابهم رغم تقدم الزمن وانتشار المدارس وتوقفت العوائل عن تشجيع ابنائها وتحذرهم من اختيار هذه المهنة التي تجلب لهم النكد والحزن والبطالة والفقر واصبحت شهادات التخرج تحفظ في الرفوف بعد ان كانت تؤطر وتعلق في غرف الضيافة ومحط افتخار العا ئلة والتباهي هذه الدور والمعاهد تم شطبها من برامج الحكومة والتربية واصبحت في خبر كان اول دار للمعلمات في كركوك عام ١٩٥٧ قرب فلكة المصلي وكان لها دور بارز في الحياة السياسية للعراق وفي كركوك شهدت هذه الدار صراعات سياسية تحتاج الي وقفة ان شاء الله وكانت هناك مدرستان في كركوك في الخمسنيات تحمل اسم مدرسة تطبيقات دار المعلمين والاخري تطبيقات دار المعلمات وطبق فيها من الذكور والاناث من عمالقة المربين والمربيات سجلوا حضورا وتخرجت اجيال علي ايديهم وكانت منصات للعلم والتربية وفي غفلة من الزمن ضيعو هذا التاريخ والمجد ولازلنا نتذكرمن علمني حرفا صرت له عبدا ونترحم عليهم ولا اتصور احد منا لايتذكر رسالتهم العلم والتعليم بكل جدية واخلاص ولا يبغي غير التعلم هولاءالذين علمونا دار دور وراشد يزرع والقراءة الخلدونيةاخترناهم قدوة لنافي اخلاصهم وتفانيهم واناقتهم المتميزة وفي زرعهم حب الوطن و الوطنية والايمان والقيم والاصالة والخلق الرفيعة نتذكرهم ونترحم عليهم ونهاب منهم حتي بعد مماتهم رحمهم الله جميعا وامد الاحياء بالصحة والعافية كانت الدولة تهتم بهم وخصصت لهم اراضي سكنية لازالت تحمل الاحياء دور المعلمين وكانت تسهل لهم السفر في العطل مع عوائلهم وتسهل حصولهم علي سلفة الرافدين المشهورة وكذلك توفير سيارات لهم بالاقساط وسلف الزواج وكانت الحكومات علي مدار الزمن تهتم بهذه الشريحة وتعلق الامال عليهم ومن اصحاب الحضوة والتقدير حولها الاقزام الي مهنة ثانوية وفي اخر برامجهم بعد ان كانت الاولي وتحمل راية العلم والمعرفة وهي الاساس في نهوض البلدان وهذا امبرطور اليابان الذي يقر ان التقدم في اليابان هو المعلم والكتاب الان مايجري الاستيلاء علي المدرسة وتهديمها وتحويلها الي مول تجاري لموقع الارض المتميز وانا اتحسس الان بوجود مدارس مواقعها متميزة تم هدمها ولم يتم اعادة بنائها في كركوك ومنذ عشر سنوات بل اكثر هناك نوايا سيئة الي الاستيلاء عليها من قبل المتنفذين ومافيات الفساد والا ماالسر وخاصة الذهب الاسود في طريق بغداد ومدرسة القادسية قرب فلكة العمال والله اعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى