مقالات

الميليشيات تنفذ إنقلابا على طريقة الحوثيين .. وأميركا فقدت ثقتها بالكاظمي والجيش

خضير طاهر

أصبح واضحا ان الميليشيات نفذت إنقلابا عسكريا في العراق على طريقة عملاء إيران في اليمن الحوثيين ، وان الدولة العراقية قد سقطت تماما بيدها بما فيها مدن: الموصل وتكريت والرمادي زائدا مدن الوسط والجنوب ، ووجود مصطفى الكاظمي هو مجرد غطاء بائس لحكومة وهمية ليس لديها صلاحيات وعاجزة عن فعل شيء ، ، وبما ان الكاظمي يعرف بكل شيء ومع هذا ظل صامتا لم يصارح الشعب أو يقدم إستقالته فهو شريك في هذا الإنقلاب ويعتبر الغطاء المدني له !

الولايات المتحدة الأميركية أدركت هذا الإنقلاب الذي بدأت ملامحه على يد نوري المالكي في حكومته الثانية ، وأكملت الميليشيات إنقلابها في عهد عادل عبد المهدي ، والأمر الخطير أصبحت أميركا مقتنعة ان الجيش العراقي وباقي الأجهزة الأمنية عبارة عن ميليشيات إيرانية مستترة ، وقد إكتشفت أميركا ان هذه الأجهزة التي تحرس المنطقة الخضراء تخطط لإقتحام السفارة الأميركية بناءا على الأوامر الإيرانية . والتحذير الاميركي الأخير لحكومة الكاظمي كشف عن فقدان الثقة به وإفتضاح حقيقة ضعف شخصيته وميوله الإيرانية وإنتهازيته للوصول الى كرسي السلطة ، وأصبحت أميركا تتوقع الغدر والخيانة من كل العراقيين فلم يعد لديها صديق تثق به في ظل غياب الساسة والقوى الحزبية الشريفة التي تعي ان مصالح العراق ومستقبل شعبه تتطلب الإبتعاد عن الخطر الإيراني والإقتراب من دول أوروبا وأميركا .

في العراق نعيش أزمة شرف سياسي ، والساحة السياسية خالية من الرجال الشجعان الشرفاء ، وإيران تعمدت الإهتمام بأبناء الأرياف المهمشين الذين هم بدون مؤهلات فكرية وبلا قيم أخلاقية ويعانون من الشعور بالدونية والنقص والحقد على المجتمع ، وعمدت إيران الى تنصيب هؤلاء الحثالات زعماء للميليشيات ووضعهم في الحكومة والبرلمان .. ومن تجربتها إيران في لبنان واليمن ثبت لها ان أبناء الأرياف من السهولة تحويلهم الى عملاء مخلصين لها يكونوا على إستعداد لتحطيم بلدهم ونهب ثرواته لصالها كما هو حاصل الآن .

والسؤال العراق الى أين ؟ .. لقد وصل العراق الى حتفه وبدأ كتابة شهادة موته ودخلنا في قلب الجحيم ، وهو لن يعود كما كان ، بعد ما أحرقته الأحزاب الشيعية وميليشياتها .. وفي حال توفرت قوت ردع دولية لحماية دول الخليج وإسرائيل من الخطر الإيراني وأذرعه .. فإن العراق سيتم إهماله وتركه للفساد والصراعات الداخلية والحروب الأهلية ، فالعراق لايهم أحدا وللاسف لايهم حتى شعبه الذي تخلى عنه !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى