مقالات

الوعي ومسؤوليَّة الحماية الصحيَّة

علي حسن الفواز

موجات كورونا الوبائية، وطبيعة تحولاتها الجينية تعكس مدى خطورتها كجائحة، وطبيعة تأثيراتها الكارثية في المجتمع، مثلما هو تاثيرها على سياق الحياة الأخرى في الاقتصاد والتعليم والعمل وفي العلاقات العامة، وحتى في طبيعة الآثار المرضية التي تحدث جرّاء الاصابة بها.الاجراءات الوقائية، والتباعد الاجتماعية والالتزام بالتوجيهات الصحية وضوابط الحظر الجزئي أو الشامل أمورٌ واضحة، وينبغي عدم التهاون معها، والاستخفاف بها، لأنها عناصر اساسية في حماية المجتمع من التداعيات الوبائية للجائحة، لكن هذا الأمر ونجاحه رهين بجدية الوعي الصحي، والتعاطي العقلاني مع سياقاته وشروطه وسياقات عمله، لأنه يعني ادراك اهمية الوقاية، وتجنّب الاصابة، ويعني ايضا حماية الآخرين من العدوى، فهذا الوعي يلعب دورا في خلق الاستعدادات، التي من شأنها دعم الحماية، وفي أن تكون المصد والتفاعل مع توجهيات الجهات الصحية والوقائية، وحتى الأمنية، لا سيما في ما يتعلق بإجراءات ارتداء الكمامة، والتعقيم والتباعد الاجتماعي، فضلا عن الالتزام بضوابط الحظر الصحي.فواعل هذا الوعي لا تخص الفرد لوحده، بقدر ما تعني الاجتماع ايضا، وادراك خطورة التأثيرات التي تعكسها الجائحة في الحياة العامة، على مستوى العدوى بالاصابة، أو على مستوى تعطيل كثير من مصالح الناس الذين تضررت أعمالهم وقوتهم اليومي، بسبب خطورة موجات الجائحة وتحولاتها، والتي تشترط المزيد من الحرص والالتزام والتعاون واعتماد كل الاجراءات الوقائية الصحية.مسؤولية هذا الوعي تتبدى- ايضا- عبر مواجهة الظواهر السلبية التي تحتاج الى فاعليته، لاسيما في ما يتعلق بالموقف من البرامج الخاصة باللقاحات المعتمدة، فهناك من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتشكيك بها، ونشر الشائعات والدعايات السلبية حولها، بهدف التشويش، والاستهانة بالجهود الصحية لـ”الجيش الابيض” الذي قدّم عشرات الشهداء في مواجهة تلك الجائحة. موضوع اللقاحات وتوصيفها العلمي، واعتمادها في الاستخدام البشري ليس أمرا عابرا، بل موضوع وطني ومهني وأخلاقي ومحكوم باجراءات منظمة الصحة العالمية، والتي اكدت فاعليتها، وهو ما قامت به العديد من الدول، حيث بدأت تستخدم الانواع المعروفة من تلك اللقاحات والمُقرّة عالميا، والعراق واحد من هذه الدول التي خصصت ملايين الدولارات لاستيراد اللقاحات ومن مناشئ دولية متعددة، واستخدامها على وفق السياقات الصحية التي وضعتها وزارة الصحة، وعبر نظام الحجز الالكتروني، وهو جزء من مسؤولياتها الوطنية والمهنية والاخلاقية في ايجاد بيئة صحية تحمي المجتمع من المكاره الصحية، لكن يبقى للوعي الصحي اهميته في التفاعل والتواصل مع هذه الاجراءات، وعلى نحوٍ يعكس فاعلية الالتزام ومسؤوليته واهميته في الوقاية والحماية وتقليل نسب الاصابات بهذه الجائحة الوبائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى