العربية والدولية

بعد طرح كتابه رسميا.. أبرز تسريبات بولتون حول ترامب

طُرح، اليوم الثلاثاء، رسميًا كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، الذي يتناول فترة توليه منصبه في إدارة الرئيس دونالد ترامب، وذلك عقب تسريب بعض من نسخ الكتاب بصورة غير قانونية على شبكة الإنترنت.

وانضم بولتون إلى فريق العمل في البيت الأبيض في أبريل/ نيسان 2018 قبل أن يرحل في سبتمبر/ أيلول، متخليا عن منصبه كمستشار للأمن القومي. غير أن ترامب قال إنه فصل بولتون لأنه اختلف معه “بشدة”.

وينتقد الكتاب الذي يحمل عنوان “الغرفة التي شهدت الأحداث” الرئيس الأمريكي وأعضاء أخرين بإدارته التي وصلت حد اعتبار ترامب غير ملائم لتولي منصب الرئيس.

وكان ترامب قد وصف بولتون أكثر من مرة بأنه “غير كفء” و”مخبول”، كما أنه انتقد السياسة الخارجية التي تبناها بولتون خلال توليه منصبه.

ولم تتمكن إدارة ترامب من منع صدور الكتاب بأمر قضائي، على الرغم من أن أحد القضاة أعرب عن مخاوفه من أن بولتون استهان بعملية مراجعة التصنيف.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت المحاكم سوف تتيح لبولتون الحصول على أرباح من المبيعات، حيث إن وزارة العدل مازالت تنظر القضية وتتهم بولتون بتعريض الأمن القومي للخطر.

وتصور المقتطفات رئيسا يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات بعدم الأهلية أشد بكثير من تلك التي دفعت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون للسعي لمساءلته وعزله العام الماضي.

وبرأ مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون ساحة ترامب في أوائل فبراير/ شباط.

وقال بولتون في مقتطفات من الكتاب: “لو لم ينشغل الديمقراطيون المؤيدون للمساءلة بقضية أوكرانيا في 2019، ولو أنهم استغلوا الوقت في التقصي بأسلوب أكثر منهجية في مسار ترامب في مجمل سياساته الخارجية، لربما جاءت نتيجة المساءلة مختلفة تماما”.

وعلى الرغم من أنه يتم على نطاق واسع الاقتباس من الكتاب لاحتوائه على الكثير من المعلومات التي ذكرها بولتون عن ترامب، حيث يتهمه على سبيل المثال بمحاولة جعل الصين تساعده في حملة إعادة انتخابه من خلال اتفاق تجاري، فإنه لا يحصل على ردود فعل مرضية من جانب النقاد، حيث ينتقد بعضهم سوء صياغة الكتاب والانغماس الذاتي لبولتون .

محاولة للانتقام

من جانبه، قال دونالد ترامب إن كتاب بولتون محاولة للانتقام لأنني أقلته، واصفا الكتاب بأنه “مجموعة أكاذيب وروايات مختلقة”.

وكتب ترامب في تغريدة “كتاب بولتون هو مجموعة أكاذيب وروايات مختلقة، كلها بهدف إظهاري بصورة سيئة”.

وأضاف “الكثير من التصريحات السخيفة التي ينسبها إليّ لم أقلها يوماً، خيال بحت، ويحاول فقط الانتقام لأنني أقلته”.

اطلعت (الاولى نيوز) على أبرز التسريبات في كتاب بولتون ..

الانتخابات الأمريكية

اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، الرئيس دونالد ترامب، بطلب المساعدة صراحة من الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في إعادة انتخابه لفترة ثانية.

وفي أشد تصوير مشوّه لإدارة ترامب من جانب شخصية كانت تعمل بها يوما كتب بولتون: “ثم حوّل ترامب، ويا للعجب، دفة الحديث إلى الانتخابات الرئاسية القادمة بالولايات المتحدة، ملمّحا إلى قدرة الصين الاقتصادية ومناشدا شي أن يعمل على فوزه”.

علاقته بماكرون وترودو

وتضمنت تسريبات كتاب بولتون تفاصيل مثيرة من داخل البيت الأبيض، وكذلك خفايا مشاعر الرئيس الأمريكي تجاه قادة دول أخرى.

وذكر مستشار ترامب السابق للأمن القومي، جون بولتون، في كتابه عن الأجواء المشحونة بين ترامب ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو في 2018.

ومع استمرار شكاوى ترودو من الجمارك التي فرضها ترامب على البضائع الكندية، قرر ترامب الانسحاب من اتفاقية مجموعة الـ7 التي روج لها ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

قبل أن يطلب ترامب من المسؤوليين الحكوميين، الهجوم على ترودو، خلال المقابلات التلفزيونية التي يظهرون بها، قائلا: “فقط هاجموا ترودو، لا تقلقوا بشأن الآخرين”، وفقا للكتاب.

وأضاف بولتون في كتابه: “ترامب لم يحب ترودو وماكرون قط، لكنه تحملهم، بينما عارضهم وتحداهم خلال الاجتماعات الدولية بداعي المزاح الممزوج بالجدية”.

وأضاف: “أتوقع أنهم فهموا ما كان يفعله ترامب، وهم تماشوا معه لأنه ليس من مصلحتهم أن يكونوا على خلاف مع رئيس الولايات المتحدة”.

مساعدات أوكرانيا

وحول أزمة كييف، قال بولتون إن ترامب أسرّ له في أغسطس/آب الماضي بأنه لا ينوي الإفراج عن المساعدات العسكرية المخصصة لأوكرانيا بدون تحقيق حول جو بايدن المنافس الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية.

فيما رد ترامب في سلسلة تغريدات عبر “تويتر “، بقوله: “لم أخبر جون بولتون أن المساعدات المقدمة لأوكرانيا مرتبطة بالتحقيقات حول الديمقراطيين، بمن فيهم أسرة بايدن”.

وأضاف: “في الواقع، لم يشتك من ذلك وقت إنهاء خدمته بشكل علني للغاية. إذا قال جون بولتون هذا، فإنه (فعل ذلك) فقط لبيع الكتاب”.

كوريا 

ويسرد بولتون، في كتابه، تفاصيل الحوارات التي دارت قبل وبعد ثلاثة اجتماعات بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بما في ذلك قمتهما الثانية التي انهارت في فيتنام.

وقال بولتون إن رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن الحريص على تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية طرح توقعات غير واقعية مع كل من كيم وترامب بشأن أجندة “التوحيد” الخاصة به.

فيما رد مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونج يوي يونج في بيان بأن وصف بولتون للمشاورات “إنه لا يعكس حقائق دقيقة ويحرف الحقائق كثيرا”.

ولم يسهب تشونج في الحديث عن نقاط محددة تعتبرها كوريا الجنوبية غير دقيقة لكنه قال إن الكتاب يمثل “سابقة خطيرة”.

وقال “إن الإقدام من جانب واحد على نشر مشاورات جرت بناء على الثقة المتبادلة ينتهك المبادئ الأساسية للدبلوماسية وقد يضر كثيرا بالمفاوضات في المستقبل”.

وكانت القمة الثانية بين ترامب وكيم انعقدت في فيتنام في مطلع عام 2019 وانهارت عندما رفض ترامب عرضا من كيم لتفكيك المنشأة النووية الرئيسية في كوريا الشمالية مقابل رفع بعض العقوبات.

قرار المحكمة

والأحد الماضي، أقر قاض فيدرالي أمريكي بحق مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في المضي قدما بنشر كتابه الذي يهاجم فيه الرئيس دونالد ترامب، و”يروي كل التفاصيل” حول الفترة التي قضاها في البيت الأبيض.

وجاء الحكم على الرغم من الجهود التي بذلتها إدارة الرئيس ترامب لمنع النشر بسبب مخاوف من إمكانية الكشف عن معلومات سرية، حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية.

ويمثل قرار قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية، رويس لامبرث، انتصارا لبولتون في دعوى قضائية تضمنت التعديل الأول للدستور الأمريكي، وقضايا أمن قومي، حتى عندما تعهد البيت الأبيض بالاستمرار في ملاحقة المستشار السابق.

لكن القاضي أعرب أيضًا عن مخاوفه من أن بولتون أخذ على عاتقه نشر مذكراته دون تصريح رسمي من البيت الأبيض الذي يقول إنه لا يزال يراجعها خشية وجود معلومات سرية.

وكتب لامبرث يقول: “لقد راهن المدعى عليه بولتون بالأمن القومي للولايات المتحدة.. لقد عرَّض بلاده للضرر وهو نفسه يتحمل المسؤولية المدنية (وربما الجنائية). لكن هذه الحقائق لا تتحكم في الطلب أمام المحكمة. لقد فشلت الحكومة في إثبات أن المنع القضائي سيمنع ضررًا لا يمكن إصلاحه”.

وأشار البيت الأبيض إلى أن المعركة القانونية ستستمر، قائلاً إنه سيحاول منع بولتون من الاستفادة من الكتاب.

في المقابل، غرد الرئيس ترامب بأن بولتون “خالف القانون بإصدار معلومات سرية (بكميات هائلة). يجب عليه أن يدفع ثمنًا باهظًا جدًا لهذا، كما فعل الآخرون من قبله. لا يجب أن يحدث هذا مجددا!!!”.

وعلى الرغم من ذلك، يمهد الحكم الطريق لقراءة أوسع نطاقا وتوزيع خلال العام الانتخابي للمذكرات، التي من المقرر أن تصدر بعد غد الثلاثاء، وترسم صورة غير جذابة لصنع القرار في السياسة الخارجية لترامب خلال فترة عام ونصف مضطربة قضاها بولتون في البيت الأبيض.

من جهته، رحب محامي بولتون تشارلز كوبر بقرار القاضي لكنه اعترض على الاستنتاج أن بولتون لم يلتزم بشكل كامل بضرورة التأكد من سرية المعلومات.

وقال كوبر في بيان إن “القضية ستتواصل، الرواية الكاملة للأحداث لم ترو بعد، لكن ذلك سيحصل”.

ووزعت دار نشر “سايمون آند شوستر” عددا كبيرا من نسخ كتاب “ذا روم وير إت هابند” على المكتبات استعدادا لنشره الثلاثاء، ونشرت عدة وسائل إعلام مقتطفات مما يتضمنه من انتقادات حادة لترامب.

ويتناول الكتاب الفترة التي تولى فيها بولتون منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي طوال 17 شهرا، وانتهت باستقالته في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث يعتبر أن ترامب “غير مناسب للمنصب”.

لكن نائب المدعي العام ديفيد موريل قال إن بولتون وافق على عدم نشر كتاب يحوي معلومات سرية “بدون موافقة خطيّة”، واعتبر أنه “أخلف بوعده مقابل المال”

الأولى نيوز – متابعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى