مقالات

بنات الليل

بقلم هادي جلو مرعي

الموضوع برمته لايتعلق بتلكم المسكينات اللاتي يخرجن في الظلام وهن يتزين بثياب السهرة التي تتنوع بين البناطيل الكاوبوي، والخليجي، وبعض فساتين السهرة لينتشرن في الملاه والشقق والدور، أو يذهبن بناءا على طلب من أحدهم، أو مجموعة، وهن يعتشن على ذلك، حتى إن صديقا لي إفتعل مشكلة مع مالك عمارة إستاجر لشقيقته فيها سكنا هي وصغارها بعد وفاة زوجها، ورفضت السكن مع أهلها تجنبا للإحراج بسبب شراسة الصغار ومشاكساتهم.

الصديق أفاض في الشرح، وقال: إنه تعود وشقيق له ووالدتهم أن يتناوبوا على زيارة شقيقتهم في تلك العمارة، وكان هو يذهب عندما يعود من عمله في الليل ليطمئن على شقيقته، حتى فوجيء برؤية نساء بشكل وزي غير مألوف، وتبرج ظاهر وهن يخرجن الى الشارع بإنتظار وصول سيارة أجرة، أو سيارة خاصة لتقلهن الى أماكن مجهولة، وتأكد بعد الفحص والتدقيق أن شقيقته المسكينة تجاور (بنات الليل) فأسرع الى أهله وأخبرهم الخبر، ونقلوا شقيقتهم وصغارها الى منزل مجاور لمنزل العائلة، وتشاجروا مع صاحب العمارة دون جدوى بعد أن شعروا أنهم خدعوا منه. صديق لي لايعرف تفاصيل مهمة عن بنات الليل، وقد تجاوز مرحلة من العمر لاتتيح له التعرف عليهن، سألني عن الوضع السياسي في العراق، وعن ملاحقة الفاسدين، وعن ترامب وأميركا، والدول المجاورة للعراق ومستقبل الأوضاع في هذا البلد المسكين، ولاأدري ماالذي قادني لأن أصف له حال المتحالفين مع أمريكا بأنهم مثل بنات الليل لهن أهمية عندما تغيب الشمس، وعندما تشرق في الصباح التالي فلاأحد يسأل عنهن لأن الذين يجرون خلفهن يكونوا قد أفاقوا من سكرهم ونشوتهم الليلية، وإنشغلوا بالعمل والكسب بإنتظار ليلة جديدة.

وعدت الصديق بأن أكتب عن بنات الليل اللاتي أعرفهن، وإلتقيتهن في أوربا وأمريكا وبلدان عربية زرتها، ولطالما تعاطفت معهن وفي بعض الأحيان أشعر أنهن ضحايا. فقد يكن خطفن من عصابات، أو فررن من عذابات، أو ربما لسبب ما أضعن العمر في متاهات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى