مقالات

تأهيل ذوي داعش.. ممكن أم مستحيل؟

د. فاتح عبدالسلام

لا يزال الجدل السياسي والاجتماعي قائماً في ظل معلومات ناقصة وقرارات غير واضحة وملتبسة، حول استقدام ذوي داعش من النساء وابنائهم من مخيم الهول في سوريا الموصوف بالقنبلة الموقوتة والذي لا تزال شعارات التنظيم ترددها كثير من النسوة المترفات المتأثرات بأفكار ازواجهن القتلى من التنظيم الذي فتك بالموصل وحاول طمس معالمها الحضارية ونهب مخزونها الاثري العظيم الذي لا تضاهي قيمته اي من متاحف العالم ، ووصل النهب الى حفر القبر ونهب جثث الانبياء التي حرم الله على الارض ان تنال منها برغم الوف السنين لكن داعش نالوا منها ، وفجروا المساجد والجوامع لاسيما الاثري منها تحت مبررات لا تنطلق الا من عقول جاهلة ، في الوقت الذي تقول المعطيات انهم قدموا الى العراق عبر بلدان تعج بالمتحف والجوامع الاثرية والمواقع الثمينة بقيمتها التاريخية من دون ان يلتفتوا اليها لتنصب عيونهم ثم ايديهم الاثمة على الارث الكبير للموصل كشقيقة لأكبر الحواضر العربية في الشرق الاوسط ومنها بغداد ودمشق وبيروت وحلب. من حق اهل الموصل أن يقلقوا، وهم الذين شهدوا طوال ثلاث سنين وقبلها بسنوات ايضاً، عناصر التنظيم كيف يقتلون الرجل والمرأة لمجرد انهما كان موظفين في دائرة تابعة لمحكمة جنائية أو شرطة محلية أو دوائر عدلية أو مؤسسات الاوقاف، بل قتلوا كل من قال لهم لا ، ليس هذا هو الاسلام . كانت هناك مراكز تأهيلية لذوي داعش داخل العراق ، منذ الاسابيع الاولى لدحر التنظيم الارهابي الدولي، وكانت نتائج التعامل مع اطفال اعدهم داعش لمهمات القتل والتفجير غير واضحة وغير ايجابية بحسب المسرب من المعلومات قبل ثلاث سنين غير ان المعلومات الان شحيحة ولا احد يعلم إن كان ذوو داعش مستعدين للعودة للحياة الطبيعية ، فكيف هو الحال مع عوائل مخيم الهول الذي وصفته تقارير صحافيين اجانب بأنه معسكر كامن للتطرف، ولا يتوافر على مستوى مقبول من التثقيف لإعادة التأهيل والدمج . من حق المدن المحررة والمدمرة أن ترفض اعادة ذوي داعش، الا بعد عمليات تدقيق عظيمة تدخل في تفاصيل التفاصيل مع شهادات اجتماعية كبيرة من اهالي تلك المدن حول عدم تورط اولئك بالجرائم التي كان عناصر داعش منخرطين بها عن فخر واصرار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى