مقالات

تنديد العاجزين ومناشدة فاقدي القرار

د. فاتح عبدالسلام

هناك‭ ‬مصطلحات‭ ‬سياسية‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬تقال‭ ‬في مناسبات‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬انَّ‭ ‬الحزب‭ ‬الفلاني‭ ‬يدعو‭ ‬الى هذا‭ ‬الموقف،‭ ‬وانَّ‭ ‬السياسي‭ ‬العلاني‭ ‬يندد‭ ‬بالهجوم ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬وانّ‭ ‬جهة‭ ‬اخرى‭ ‬تناشد‭ ‬لفعل‭ ‬كذا،وانّ‭ ‬جهة‭ ‬اخرى‭ ‬تنادي‭ ‬باتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬واضحة والكشف‭ ‬عن‭ ‬قتلة‭ ‬المتظاهرين‭ ‬وسوى‭ ‬ذلك‭ ‬الكثيرمن‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬ترد‭ ‬في‭ ‬بيانات‭ ‬ومقابلات‭ ‬اعلامية‭ ‬وخطب‭. ‬لكن‭ ‬المعيب‭ ‬أن‭ ‬ترد‭ ‬تلك‭ ‬المصطلحات‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬صاحب‭ ‬القرار،‭ ‬الذي‭ ‬يلجأ‭ ‬الى‭ ‬حشد‭ ‬الالفاظ‭ ‬الباكية‭ ‬المتداعية‭ ‬العاطفية‭ ‬المتهالكة،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تعبئة‭ ‬قوى‭ ‬الدولة‭ ‬لوقف‭ ‬المتجاوزين‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬الوضعية‭ ‬والسماوية‭ ‬في‭ ‬ازهاق‭ ‬أرواح‭ ‬موظفي‭ ‬الدولة‭ ‬والناشطين‭ ‬السلميين‭ ‬الاحرار‭. ‬‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬انّ‭ ‬الرئاسات‭ ‬الثلاث‭ ‬اجتمعت‭ ‬وأدانت‭ ‬ظاهرة‭ ‬انفلات‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬وهي‭ ‬ادانة‭ ‬ترد‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭ ‬باليوم‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬اي‭ ‬عابر‭ ‬سبيل‭ ‬في‭ ‬الإرادة‭ ‬او‭ ‬شارع‭ ‬الكفاح‭ ‬أو‭ ‬الكاظمية‭. ‬والأنكى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬انَّ‭ ‬المسؤولين‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬نفترض‭ ‬بحسب‭ ‬الدستور‭ ‬منحهم‭ ‬سلطات‭ ‬كبيرة‭ ‬يناشدون‭ ‬عدم‭ ‬التجاوز‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬والتمسك‭ ‬بالسلم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهذه‭ ‬الدعوات‭ ‬والادانات‭ ‬والمناشدات‭ ‬تتكرر‭ ‬دائماً‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬السياسية‭ ‬المشهودة‭ ‬اليوم‭. ‬‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬ما‭ ‬اهمية‭ ‬ان‭ ‬نناشد‭ ‬الاخرين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬مالكي‭ ‬السلطات‭ ‬او‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬بالضد‭ ‬منها‭ ‬وكانوا‭ ‬دائماً‭ ‬متجاوزين‭ ‬عليها‭ ‬أصلاً‭. ‬‭ ‬هذه‭ ‬خطابات‭ ‬سياسية‭ ‬عاجزة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتعاطى‭ ‬بها‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬سدة‭ ‬القرار‭ ‬والقيادة‭. ‬الدستور‭ ‬العراقي‭ ‬تنقصه‭ ‬مادة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬ذوي‭ ‬المناصب‭ ‬العليا‭ ‬عبر‭ ‬تسميتها‭ ‬وتحديد‭ ‬عناوينها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬القرار‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لحقن‭ ‬دماء‭ ‬الناس‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وجودهم‭ ‬واموالهم‭ ‬وسد‭ ‬باب‭ ‬الاستهتار‭ ‬بالدم‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬اية‭ ‬جهة‭ ‬مهما‭ ‬كانت،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كلف‭ ‬ذلك‭ ‬تضحية‭ ‬وسفك‭ ‬دماء‭ ‬لكنها‭ ‬دماء‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬الشهادة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬يتربص‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الداخل‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى