مقالات

عراق بلا بوصلة !!

مازن صاحب

تشارك الحكومة العراقية في قمة جدة بحضور الرئيس الامريكي وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي فضلا عن الأردن ومصر ..واقع الحال هناك غياب للتصور الاستراتيجي العراقي في تحديد( العدو) الخارجي بسبب عدم وجود استراتيجية فعلية للأمن الوطني العراقي… فاذا كان مكافحة الارهاب متفق عليه بين فرقاء العملية السياسية لكن الانسجام التام مع متغيرات الواقع الإقليمي ما زالت محكومة بعدة اعتبارات محلية تتمثل في مواقف متضاربة تحجز هذا الانسجام العراقي مع ضرورات هذه المتغيرات بسبب النفوذ الإيراني على الفصائل العراقية المسلحة وايضا على قيادات بارزة في تشكيل الحكومة المقبلة. لذلك يبدو من الممكن مشاركة السيد مصطفى الكاظمي ممثلا عن الحكومة العراقية في هذه القمة من دون اي التزام لسياسات الحكومة المقبلة بالمقررات الصادرة عنها بل ومن المتوقع ان يتحفظ الكاظمي على الجانب العسكري فيما يتوقع ان تخرج به هذه القمة لتشكيل ما عرف بالناتو العربي . والموافقة فقط على الجانب الاقتصادي. سبب ذلك ان الكاظمي وحتى قيادات الدول العربية ناهيك عن الولايات المتحدة الأمريكية على اطلاع كامل بواقع النفوذ الإيراني مما جعل العراق منصة دبلوماسية للحوار مع إيران… هناك وجهات نظر متضاربة حول اهمية ركوب العراق في قطار نتائج القمة والانسجام مع محيطه الإقليمي… بما يحقق مردود اقتصادي ممتاز للعراق يوظف الوفرة المالية نتيجة ارتفاع أسعار النفط الحالية ..في المقابل ما زالت الحكومة العميقة للنفوذ الإيراني تفضل حالة اللادولة ومسك الأرض بسلاح المليشيات الموالية لقم في ولاية الفقيه..بانتظار نتائج المباحثات للانتهاء من ملف الاتفاق الامريكي مع الحكومة الإيرانية وحسم العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران بسبب الانسحاب من اتفاق مطلوب الان اضافة موضوع امتلاك طهران للقدرات الصاروخية اضافة للقدرة النووية المفترضة ربنا يكون الناتو العربي والتنسيق الامريكي الإسرائيلي لمواجهة القدرات العسكرية الإيرانية كمصدر تهديد عابر للحدود السيادية نوعا من الردع المتبادل بما يرسم خارطة نفوذ جديدة في المنطقة.. فيما تعتبر القوى العراقية الموالية لإيران في هذا المتغير الإقليمي ايضا مصدر تهديد لها بالتطابق مع الموقف الإيراني. ربما سيظهر هذا الردع المتبادل على طاولة الحوار بين واشنطن وطهران عبر منصة بغداد الدبلوماسية ..حتى ذلك الحين بانتظار المتغيرات على الأرض ستبقى حالة اللادولة هي المسيطرة عراقيا … الا في حالة واحدة تتمثل في ظهور متغيير عراقي جديد قد يوظف حالة الغليان الشعبي بعد انسحاب التيار الصدري من مجلس النواب وتحالفه مع قوى الرفض التي نتجت عن انتفاضة تشرين ٢٠١٩ … بوجود قيادات قوات نظامية دستورية ..بما ينقل العراق من مجرد منصة دبلوماسية الى انسجام كلي مع الناتو العربي المنتظر ظهوره ما بعد هذه القمة .او اكتفاء دول القمة بهذه المنصة الدبلوماسية فقط كوظيفة للعراق في الناتو العربي بانتظار متغيرات الردع المتبادل …فالمقبل على المنطقة احداث كبرى ..لكنها تحتاج الى عملية قيصريه في العراق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى