مقالات

على من يعوِّل الايرانيون ؟

علاء الخطيب

شيئاً فشيئاً تقترب المعركة الانتخابية في امريكا الى ساعة الصفر ، والعالم كله ينتظر نتائج الانتخابات الامريكية.من سيكون سيد البيت الابيض ؟ ، رغم استطلاعات الرأي التي رجحت فوز بايدن إلا ان مفاجئات الساعات الاخيرة هي من ستُحدد من سيحكُّم العالم .الايرانيون لديهم قناعة تامة بأن لا مفر من التفاوض بينهم وبين الولايات المتحدة بغض النظر عن نتائج الانتخابات.لذا يرى فريق منهم في بايدن أهون الشرين . لذا هم يراهنون على كسب الوقت وعدم الاستفزاز الى ما بعد الانتخابات . يقول الصحفي الايراني مهدي خلجي ان الساسة الايرانيون يتحدثون بلغة عدائية حينما يكونوا اقوياء و يميلون للحوار في الضعف ، لذا يعتقد ان إيران لديها سياسة براغماتية تتكيف مع الظرف السياسي . فبعد إغتيال سليماني واعلان الرئيس ترامب بانه يتجنب الحرب مع ايران، صعدت الاخيرة من لهجتها، ولكنها تراجعت شيئاً فشيئاً واعلنت انها مستعدة للتفاوض بعد الانتخابات، بعد اصبح وضعها هشاً ، الامر الذي رفضه ترامب .فهناك اعتقاد لدى الكثير من الايرانيين ان التفاوض مع الديمقراطيين اسهل، كون الديمقراطيون لا يميلون للحروب والعنف كما هو الحال مع الجمهوريين .ففي حالة فوز بايدن ترى ايران ان الطريق سيكون ممكناً للوصول الى حل ، فقد أعلن جو بايدن بانه سيتفاوض مع ايران وسيعيد امريكا للاتفاق النووي، وهذا مؤشر طرب له الايرانيون ، خصوصاً وان ايران باضعف ادوارها منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية فاغتيال سليماني وجائحةًكورونا بالاضافة للعقوبات الامريكية وتخلخل الاقتصاد وتراجع الواقع اللبناني والعراقي ، جعل ايران تميل الى التفاوض، ولعل ما اعلنته بعض الفصائل العراقية المسلحة الموالية لايران من تهدئة يصب في هذا الجانب.ورغم ان بايدن من اشد الداعمين لاسرائيل إلا ان التعويل الايراني عليه اكبر . وان التفاوض معه يوصلهم الى اتفاق اكثر قبولاً كما يعتقد بعض صناع القرار في طهران .وقد تعززت هذه الرؤية اكثر ، بعد التظاهرات العارمة التي اجتاحت اسرائيل منذ اشهر للمطالبة برحيل نتينياهو واخرها مطلع هذا الشهر التي ربما ستمنح بايدن مساحة حركة اكبر بالضغط على الاسرائيلين ، سيما ان الشعب الاسرائيلي لم يهتم في عمليات التطبيع التي قامت بها بعض الدول العربية مؤخراً ، واعتبرته أمراً عادياً . ولم يسجل لنتينياهو اي انتصار سياسي .لذا الدور الايراني الحالي يتلخص في المحافظة على الوضع الراهن وعدم الاستفزاز وانتظار النتائج .ولكن الثوريين الايرانيين يحاولون إظهار قدرتهم للتصدي ومقاومة العقوبات الامريكية، فهم يعتقدون ان هذه الخطوة سترسل رسالة للداخل الامريكي بعدم جدوى العقوبات التي يفرضها ترامب ، مما سيضعفه في حملته الانتخابية .وقد نجحت ايران الى حدٍ ما في كسب الموقف الاوربي سواء بعدم فرض عقوبات من جانب الاتحاد او بعدم تصويت الغربيين على استمرار الحصار التسليحي عليها .وهذا موقف يحسب للدبلوماسية الايرانية الذكية .كما وقعت امريكا بخطأ استثمرته ايران بشكل جيد، وصعدت الفصائل المواليه لها. من اطلاق الصواريخ على السفارة والقوات الامريكية ، وهو اعلان الولايات المتحدة سحب سفارتها من بغداد الذي تراجعت عنه وكانت في مأزق البالون الاعلامي الكاذب .ولكن هناك خوف يساور البعض من خسارة ترامب و فوز بايدن ، فلربما سيستغل الايرانيون هذه الخسارة وتقوم اذرعها بالتصعيد ، لاذلال الرئيس الخاسر ولتقوية اوراقها في المفاوضات التي يأملون بانها ستخفف العقوبات عليهم وتظهرعزيمتهم على المبادرة .ولكن هذه الخطوة قد تكون لها عواقب وخيمة تأتي بالعكس على الجهود الايرانية في التفاوض مع خصومهم.يتوقع المحللون ان ايران وبعد تصريح وزير خارجيتها محمد جواد ظريف عقب العقوبات الاخيرة المشددة التي فرضتها امريكا على 18 مصرف ايراني وتقييد السلع الانسانية والدوائية، الذي قال فيه : ان الولايات المتحدة تحرم الشعب الايراني من الغذاء والدواء .باتت اقرب للتفاوض او قاب قوسين او أدنى من الجلوس على الطاولة،ولكن بايدن هو الخيار الافضل للتفاوض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى