مقالات

عناد من نوع اخر ..

الكاتبة : علا الجبوري

منذ 129 يوما وساحة التحرير في العراق تشهد مالم يشهده بلد اخر ثم لحقت بها ساحات الحرية في اغلب المحافظات العراقية  مساندة وداعمة وطالبة في التغيير .يتم الوطن يومه وهو يتطلع لغد افضل ,غدا كما تخيله وكما يريده وكما يامله ,وطن يحمل ابناء جلدته وكانه يحمل ختم النبوة الذي لا يتنازل عنه مهما حصل  .رغم القمع والتشويه وسموم الدخان وقنابل المسيل وصرخات الروح اللاهثة للحرية ودموع ذوي الشهداء مازال الشباب مصرا على نيل المطالب رغم النوايا القمعية والاستهزاء الذي ابدته الجهات الحاكمة بكل طوائفها وانتمائاتها .جيل عنيد جبار عتيد صنع من رحم الجهل صحوة ومن عتمة الطغيان نخوة ومن صرخة الاحرار ثورة نادت ومازالت تنادي باسم الوطن الواحد والشعب الواحد والهدف الواحد .تفرق الاعداء برهة ثم عادوا ليختبروا صبر هولاء الابطال لكن هيهات ان تنحني رؤؤس الاحرار فهي شامخة كباسقات النخل .

وفي خضم هذه التغيرات التي رافقت ساحات التظاهر يلفت نظر كل متعمق في الوضع العام للبلد دور النساء ومشاركتها الفاعلة المرافقة للرجال الاحرار .دور برز ولمع على الصعيد المحلي والدولي مما لفت انظار العالم الى قوة وعظمة هذا الشعب وهذا الجيل بالتحديد وليس هذا تقليلا لدور المراة في السابق انما في الاونة الاخيرة وتحديد مع بدا التظاهرت فان المراة قد خلعت عنها ثوب الخوف والخضوع للظلم وابت ان تنحسر ادوارها في مجالات محدودة بعيدة عن النهضة الوطنية التي عمت شوارع بغداد وبعض محافظات العراق .دور المراة يحتاج لان يدرس ويتخذ منهجا تربويا لما عززته من قيم تشاركية ومساواة مع الرجال جنبا الى جنب تقاتل وتقاوم صفا بصف رغم التهديد والخطف والقتل الذي طال اغلبهن الا ان روح الوطنية والحرية كانت اقوى من اي امر يحاول ان يعيدهن الى خيمة العزلة المجتمعية التي حاوطت نفسها بها منذ سنين طويلة .ومما افرزته هذه الثورة الفكرية التي رافقت التظاهرات الحرة هو انفتاح الوعي والعقل على ما هو ابعد من تحجيم المراة وابعادها عن المجال السياسي والوطني الذي كانت تعتقد بانه حكرا على الرجال فقط مما جعلها ترفض ان التدخل في العمل السياسي ومعترك الحكومة والمناصب لكن هذه الثورة انارت دروب العقل للشعب بصورة مدهشة حتى ان قيما بالية  طمرت وقيما جديدة واعية  ولدت وغرست في عقل شباب هذا الجيل الذي ابهر العالم بقوته وصموده وعناده مع الموت ورفضه للخضوع لتابوت الخوف الذي احاط باحلامهم وهدد حياتهم واملهم …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى