مقالات

قطار بين قارتين وبحرين وسبع دول

كاظم فنجان الحمامي

في الوقت الذي تتصاعد فيه الصيحات العراقية الرافضة للربط السككي مع اقطار السماوات والأرض، وفي الوقت الذي تحتشد فيه أبواق التحريض لتعلن عن تأييدها لفكرة تحويل العراق الى دولة مغلقة، منطوية على نفسها، رافضة للموارد المالية الهائلة التي ينبغي أن تجنيها من عمليات النقل العابر. وفي خضم هذا العناد المتقاطع مع كل أنواع التواصل مع العالم. ينطلق اليوم أول قطار بين تركيا والصين، قاطعا في طريقه قارتين وبحرين وسبع دول، ليعلن عن افتتاح صفحة جديدة من صفحات النقل العابر بين موانئ اوربا وموانئ بحر الصين. وسيقطع القطار آلاف الكيلومترات، ويمر في بداية رحلته عبر نفق (مرمراي) بإسطنبول، ثم يرتبط بالممر الأوسط العابر لبحر قزوين عبر خطة سكة حديد باكو- تبليسي- قارص، وسيتوقف عند محطة (أخالكلاكي) في جورجيا، ومن ثم ينطلق عبر أذربيجان وكازاخستان قبل وصوله إلى مقاطعة شيان الصينية. العالم من حولنا يتحرك بقوة لحرمان العراق من استثمار موقعه الاستراتيجي بين القارات، بينما تتصاعد الصيحات من داخل العراق لتعلن عن تضامنها مع القوى الساعية نحو تحييد العراق وابقاءه معزولاً خارج شبكات التواصل الدولية. وصدق المثل العراقي القائل (الما يعرف تدابيره حنطته تأكل شعيره).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى