مقالات

كانت هذه الرسالة قبل عام ونيف ..

بقلم/ أياد السماوي

قبل عام ونيف وتحديدا في 31 / 01 / 2020 , كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان ( من أياد السماوي إلى السيد مقتدى الصدر .. إبعدوا أمريكا عن العراق ) وتمّ نشر المقال في عدد كبير من وسائل الإعلام والصحف الألكترونية .. والحقيقة أنّ هذه الرسالة كانت موّجهة إلى كلّ زعماء وقادة شيعة السلطة رغم أنّها موّجهة للسيد مقتدى الصدر .. في حينها لم يكن العراقيون يعرفون الكثير عن مصطفى الكاظمي ومؤهلاته السياسية والإدارية سوى إنّه رئيس جهاز المخابرات العراقي بالوكالة , الذي وجّهت له اتهامات ودور في قضية استشهاد جمال المهندس وقاسم سليماني من قبل حزب الله العراقي .. وقد يسأل سائل لماذا مقتدى الصدر تحديدا ؟ والحقيقة أنّ المعلومات الدقيقة التي توّفرت عندي حينها ومن مصادر موثوقة جدا كانت تؤكد أن السيد مقتدى الصدر ماض وراء الكواليس مع رئيس الجمهورية برهم صالح على ترشيح مصطفى الكاظمي خلفا لعادل عبد المهدي الذي أعلن استقالته .. فبعد القصف الأمريكي الغادر ليلة الجمعة الماضية على قطاعات الحشد الشعبي المرابطة على الحدود العراقية السورية , ولأهمية إعادة نشر هذه الرسالة التي ترتقي إلى النبوءة السياسية أعيد نشرها اليوم بالكامل من دون أي تغيير ..( من أياد السماوي إلى السيد مقتدى الصدر .. إبعدوا أمريكا عن العراق سماحة السيد مقتدى الصدر / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : سماحة السيد .. لا شّك أنّكم قد وقفتم على النوايا التي تخطط لها الولايات المتحدّة الأمريكية بترشيح السيد مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي إلى رئاسة الوزراء , من خلال دفع رئيس الجمهورية برهم صالح الذي بات يصطّف مع أمريكا بشكل علني ومن غير تقية , برفض جميع المرّشحين لمنصب رئيس الوزراء , تحت مبررات لم تعد خافية على أحد .. فالمخطط الأمريكي بدفع الكاظمي إلى رئاسة الوزراء قد أصبح في مراحله الأخيرة خصوصا بعد لقاء برهم صالح مع الرئيس الأمريكي على هامش أعمال منتدى دافوس الاقتصادي , فالتعليمات الأمريكية تدعو الرئيس صالح إلى رفض أي مرّشح لرئاسة الوزراء غير السيد مصطفى الكاظمي رجل أمريكا الأهم في العراق .. وهذا الكلام لم يعد مجرد استنتاج أو تحليل سياسي , بل هو توّجه وأوامر يجري العمل عليها بمساعدة بعض القوى السياسية الشيعية وتتبناها القوى السياسية السنيّة والكردية .. سماحة السيد مقتدى الصدر .. إنّ رفضنا للكاظمي ليس لأنّه مرّشح أمريكا لرئاسة الوزراء فحسب , بل أنّ الكاظمي يفتقد لأي مؤهل يتطلّبه منصب رئيس الوزراء المسؤول الأول عن رسم السياسات العامة للدولة , ورئيس الوزراء يجب أن يتحلّى بالخبرة الإدارية في إدارة مؤسسات الدولة ويكون ملّما بشؤون السياسة والاقتصاد , وهذه العناصر يفتقد إليها السيد الكاظمي .. منصب رئاسة جهاز المخابرات الذي توّلى رئاسته في زمن حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بأوامر مباشرة من السفارة الأمريكية في بغداد , كان سقطة من سقطات السيد العبادي التي كلّفت البلد كثيرا , واستمراره بهذا المنصب في الحكومة الحالية هو خطيئة من خطايا غورباتشوف العراق عادل عبد المهدي الذي ابتلى به العراقيون .. ولا أريد في هذا المقال أن أتحدّث عمّا تداولته وسائل التواصل الاجتماعي عن دور الكاظمي في عملية استشهاد أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني ..سماحة السيد .. إنّ أهم شرط وضعته المرجعية الدينية العليا هو أن يكون المرّشح لرئاسة الوزراء شخص غير جدلي , فليس هنالك مرّشح أكثر جدلا من الكاظمي .. أمّا أهم شرط وضعته ساحات التظاهر هو أن يكون المرّشح من عراقي الداخل ولا يحمل جنسية أجنبية أخرى , وهذا الشرط لا يتوافر في السيد الكاظمي الذي يحمل الجنسية البريطانية .. سماحة السيد مقتدى الصدر .. هنالك من يتّهمك بأنّك مؤيد لترشيح الكاضمي لرئاسة الوزراء بالخفاء ومتّفق مع برهم صالح لتمريره .. فكما أعلنت بشكل واضح وصريح رفضك لمرّشحين هم أفضل من الكاظمي بكثير لتوّلي هذا المنصب .. مطالب اليوم بإبعاد هذه التهمة عن نفسك بتغريدة ترفض فيها مرّشح الرئيس الأمريكي ترامب قاتل الشهيدين المهندس وسليماني لتكون مصداقا على الشعار الذي رفعته كلا كلا أمريكا .. فالوضع يا سماحة السيد مقتدى خطير جدا وينذر بعواقب خطيرة لا تحمد عقباها ولا يحتمل التأخير ساعة واحدة ) .. الآن وبعد مرور عام ونيف على كتابة هذه الرسالة .. اتوّجه بالسؤال للسيد هادي العامري .. أيّهما أحق بقيادة تحالف البناء أنت يا هادي العامري أم اياد السماوي ؟ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى