مقالات

كلٌ يرى الوباء بعين طبعه !

الكاتبة ملاذ الأوسي

رغم اننا في العام المميز ٢٠٢٠

 العام الذي انتظرناه بشغف لوجود الكثير من التوقعات التطورية منذ سنين مضت ، بالإضافة لتحليلاتنا الخاصة له 

ودعونا لا ننكر انتظار أغلبيتنا للسيارات الطائرة والآلات الجديدة التي لا تخطر على البال الا اننا واثقين من وجود شيء جديد سوف يبهرنا لاننا في عصر التطور السريع جدا.

لياتي بعد كُل هذا فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″ يصدمنا بعجزنا العجز الذي ليس متمثل بمواجهة الوباء ،لا، لانني متأكده في يوماً قريب ان هناك علاج ما سيجده احدهم وأنما المشكلة الحقيقة اننا كنا ومازلنا وسنبقى نحارب عقول انتحارية بدائية كل ما لديها طاقة سلبية وردة فعل سطحية لمواجهة كوارث من هذا النوع.

و في الوقت الذي نحتاج فيه ان نكون كشخص واحد ذو موقف واحد بأتجاه حدث يهدد البشرية نجد العكس!فالجهل كارثه اكبر من اي وباء فتاك و الوعي البدائي اصعب من موت مئات الأشخاص يومياً لانه السبب الأساسي في ان يلقوا حتفهم 

وفي وضعنا الحالي نحن مسؤولين عن النصف الاخر من الكرة الأرضية والعكس صحيح وكل ما علينا فعله لنحافظ على حيوات بعضنا البعض هو ان نلتزم في منازلنا لحين انتهاء الأزمة الا اننا نجد فئه انتحارية من نوع جديد تخرج لنا بنظرية المؤامرة!ولا وجود لفيروس مميت! وآخر يؤمن بكل شي من خلق الله الا الله نفسه الذي نصح في كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ) 

فعدم التزامنا والاستهزاء بنظام الوقاية لحماية أنفسنا وغيرنا هو كالشروع في جريمة قتل متعمدة مع سبق الإصرار والترصد!

و نجد الأغلبية يربط فيروس كورونا بالدين وانه عقاب الهي بسبب الحادثه المعروفة “مسلمي الأيغور ” و لو ان هذا الشي صحيح كيف يعتقد ان الله الرحيم انتقامي بهذه الصوره !ما ذنب الصينين الذين ليس لديهم يد في هذه الحادثه؟ الم يذكر الله في كتابه {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} إذن كيف يعاقب الله أناس ليس لهم ذنب في ما حدث؟

كما ان نظرية الكوارث الطبيعية شيء طبيعي يحدث ربما لسبب بعيد كل البعد عن كُل ما له علاقه بالدين والانتقام .

والطبيعةً في تفاعلات دائمة سيئة كانت ام جيدة و الفيروسات موجوده تتفاعل وتتكيف سواء كانت هذه بنتيجة طبيعية او عن طريق تجربة مختبرية

و “فيروس كورونا” موجود منذ زمن طويل لكن بشكل بدائي وتطور عبر هذه السنين حاله حال الكائنات التي تكيفت مع الحياة و بفعل تغييرات الجو عبر القرون لتظهر لنا بصفات جديدة يصعب القضاء عليها و لكن ليس مستحيل.

فالكوارث الطبيعية في الحياة تحدث في كل مكان سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين و ليس كل شي عقاب او ابتلاء او له علاقه في الدين واذا كان الأمر كذلك لما اصاب المسلمين أيضا ؟ هل اصاب الصينيون ابتلاء بسبب “الايغور” والمسلمين عقاب بسبب الذنوب؟ كيف سيبرر اي أنسان ان الله يمرض الأطفال لينتقم من الكبار الذين ارتكبوا السوء !

كل مايحدث يؤكد لي مرة أخرى ان البشر ابشع الكائنات و تفكيره محدود في نظرية المؤامرات،الابتلاء والعقاب فقط !

الوباء لن يقضي علينا بل الغباء سيفعل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى