مقالات

نوع جديد من المواجهات

د. فاتح عبدالسلام

اكثر الهجمات وجعاً داخل ايران كانت في اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، ولم يعترف بها أحد علناً، وخرجت فيها تأويلات وتحليلات وتفسيرات. هذا النوع من الهجمات الذي يراد له أن يمضي كما كانت الاغتيالات تحدث في العراق طوال 18 سنة، بحسب قاعدة اقتل وامض وكأنَّ شيئاً لم يحدث، يبدو أنّه انتقل الى العراق فعلاً بصيغة جديدة، إذ تمّت أكثر من هجمة صاروخية ضد أهداف أمريكية في البلد من دون التبني من جهة معلومة، وربّما ستقع هجمات اكثر عنفاً و إيذاءاً في الايام المقبلة تحت بند عدم التبني أو جعلها منسوبة الى مسميات الجميع يعلم انّها وهمية.هذا نوع من أساليب المواجهات في العراق، وله تفاصيل كثيرة، منها ما يجري من نسف ارتال النقل اللوجستي لقوات التحالف التي تمر عبر ميناء البصرة ومدن الجنوب الى بغداد وشمالها، من دون التصريح بذلك.

البلد مقبل على مرحلة من عمليات مجهولة قد تدفعه في ليلة وضحاها الى حافة الهاوية ،مادامت هناك هجمات تنفذ بالوكالة، وهو لا حول له ولا قوة ،وتتجاذبه الولاءات الخارجية ولايزال سياسيوه يرتكبون جرائم التفريط بسيادته لإرضاء هذا وذاك، ويحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً وانّ ذلك يمكن أن لا يحسب عليهم في يوم تنقلب فيه المعادلات، كما كتبوها أول مرّة.ربما في الجانب الآخر، شهدنا اكثر من ضربة جوية موجعة ضد مليشيات متعاونة مع ايران عند الحدود العراقية السورية من دون ان يعترف بتنفيذها أحد .

في هذه الاجواء قد تنطلق صواريخ من طائرات او قواعد نحو اهداف محددة بعناوين، وتدخل في دهاليز عدم التبني من اية جهة او الاعتراف بأنها كانت ضربة بالخطأ . لعل في هذه السطور هنا بعض الاجابة على ما تضمنه مقالي امس بشأن معنى انّ كُل شيء وارد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى